Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 42-48)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا كُلِّهَا } يحتمل أنْ يريد آل فرعونَ ، ويحتمل أَنْ يكون قوله : { وَلَقَدْ جَاءَ ءَالَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ } [ القمر : 41 ] ـــ كلاماً تامًّا ـــ ، ثم يكون قوله : { كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا كُلِّهَا } يعود على جميع من ذُكِرَ من الأمم . وقوله تعالى : { أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ } خطاب لقريش على جهة التوبيخ . وقوله : { أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ } أي : من العذاب { فِى ٱلزُّبُرِ } أي : في كتب اللَّه المُنَزَّلَةِ ؛ قاله ابن زيد وغيره . ثم قال تعالى لنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم : { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ } : واثقون بجماعتنا ، منتصرون بقوَّتِنا على جهة الإعجاب ؛ سَيُهْزَمُونَ ، فلا ينفع جمعُهم ، وهذه عِدَةٌ من اللَّه تعالى لرسوله أَنَّ جَمْعَ قريشٍ سَيُهْزَمُ ، فكان كما وعد سبحانه ؛ قال عمر بن الخطاب ـــ رضي اللَّه عنه ـــ : كنت أقول في نفسي : أَيُّ جَمْعٍ يُهْزَمُ ؟ ! فَلَمَّا كان يومُ بدرٍ رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ، وهو يقول : { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } والجمهور على أَنَّ الآية نزلت بِمَكَّةَ ، وقول مَنْ زعم أَنَّها نزلت يومَ بدر ضعيف ، والصواب أَنَّ الوعد نُجِّزَ يوم بدر ، قال أبو حيان : { وَيُوَلُّونَ } : الجمهور بياء الغيبة ، وعن أبي عمرو بتاء الخطاب ، والدُّبُرُ : هنا اسم جنس ، وحسن إفرادَهُ ؛ كونُهُ فاصلةً ، وقد جاء مجموعاً في آية أُخرى ، وهو الأصل ، انتهى . ثم أضرب سبحانه تهميماً بأمر الساعة التي هي أَشَدُّ عليهم من كُلِّ هزيمة وقَتْلٍ ، فقال : { بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } و { أَدْهَىٰ } : أفعل من الداهية ، وهي الرَّزِيَّةُ العُظْمَى تنزل بالمرء ، { وَأَمَرُّ } من المرارة . * ت * : وقال الثعلبيُّ : الداهية الأَمَرُّ : الشديد الذي لا يُهْتَدَى للخلاص منه ، انتهى . ثم أخبر تعالى عن المجرمين أَنَّهم في الدنيا في حيرة وانتلاف ، وفقد هدى ، وفي الآخرة في احتراق وتسعُّر ، وقال ابن عباس : المعنى : في خسران وجُنُونٍ ، والسُّعُرُ : الجنون ، وأكثر المفسرين على أَنَّ المجرمين هنا يُرَادُ بهم الكُفَّارُ ، والسَّحْبُ : الجَرُّ .