Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 1-5)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ٱلرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ ٱلْقُرْءَانَ } الرحمٰن : بناء مبالغة من الرحمة ، وقوله : { عَلَّمَ ٱلْقُرْءَانَ } تعديد نعمةٍ ، أي : هو مَنَّ به ، وعَلَّمَهُ الناسَ ، وخَصَّ حُفَّاظَهُ وَفَهَمَتَهُ بالفضل ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " ، ومن الدليل على أَنَّ القرآنَ غيرُ مخلوقٍ ، أَنَّ اللَّه تعالى ذكر القرآن في كتابه في أربعة وخمسين موضعاً ما فيها موضِعٌ صَرَّحَ فيه بلفظ الخلق ، ولا أشار إليه ، وذكر الإنسانَ على الثُّلُثِ من ذلك في ثمانيةَ عَشَرَ موضعاً كُلُّها نَصَّتْ على خلقه ، وقد اقترن ذكرُهُمَا في هذه السورة على هذا النحو ، والإنسان هنا اسم جنس ؛ قاله الزَّهْرَاوِيُّ وغيره ، قال الفخر : { ٱلرَّحْمَـٰنُ } : مبتدأ خبره الجملة الفعلية التي هي { عَلَّمَ ٱلْقُرْءَانَ } ، انتهى ، و { ٱلبَيَانَ } : النُّطْقُ والفهم والإبانة عن ذلك بقولٍ ؛ قاله الجمهور ، وبذلك فُضِّلَ الإنسان من سائر الحيوان ، وكل المعلومات داخلة في البيان الذي عَلّمه الإنسان ، فمن ذلك البيان : كونُ { ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } : وهذا ابتداء تعديد نِعَمٍ ، قال قتادة : { بِحُسْبَانٍ } : مصدر كالحساب ، وقال أبو عبيدةَ معمر بن المثنى والضَّحَّاك : هو جمع حساب ، والمعنى : أَنَّ هذين لهما في طلوعهما وغروبهما وقطعهما البروجَ وغيرِ ذلك حساباتٌ شَتَّى ، وهذا مذهب ابن عباس وغيرِهِ ، وقال قتادة : الحسبان : الفلك المستدير ، شَبَّهَهُ بحُسْبَان الرَّحَى ، وهو العود المستدير الذي باستدارته تستدير المطحنة .