Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 6-13)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } قال ابن عباس وغيره : النجم : النباتُ الذي لا ساقَ له . قال * ع * : وسُمِّيَ نَجْماً ؛ لأَنَّه نَجَمَ ، أي : ظَهَر ، وهو مناسب للشجر نسبةً بَيِّنَةً ، وقال مجاهد وغيره : النجم : اسم الجنس من نجومِ السماءِ : قال * ع * : والنسبة التي لها من السَّمَاءِ هي التي للشَّجَرِ من الأرض ؛ لأَنَّهُمَا في ظاهرهما ، وسُمِّيَ الشَّجَرَ ؛ من اشتجار غصونه ، وهو تداخُلُها ، قال مجاهد : وسجودُهُمَا عبارةٌ عن التذلُّلِ والخضوعِ . وقوله سبحانه : { وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ } : يريد به العدل ؛ قاله أكثرُ الناسَ . وقوله : { أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِى ٱلْمِيزَانِ } وقوله : { وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ } ، وقوله : { وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ } يريد به الميزانَ المعروفَ وأَلاَّ هو بتقدير لئلاَّ ، أو مفعول من أجله ، وفي مصحف ابن مسعود : « لاَ تَطْغَوا في المِيزَانِ » وقرأ بلال بن أبي بُردَةَ : « تَخْسِرُوا » ـــ بفتح التاء وكسر السين ـــ ؛ من خَسَرَ ، ويقال : خَسَرَ وَأَخْسَرَ بمعنى نَقَصَ ، وأفسد ؛ كَجَبَرَ وأَجْبَرَ . والأنام : قال الحسن بن أبي الحَسَنِ : هم الثقلان ، الإنْسُ والْجِنُّ ، وقال ابن عباس ، وقتادة وابن زيد والشَّعْبِيُّ : هم الحيوانُ كلُّه . { وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلأَكْمَامِ } وذلك أَنَّ طَلْعَهَا في كُمٍّ وفروعَها أيضاً في أكمامٍ مِنْ ليفِهَا ، والكُمُّ من النَّبَاتِ : كلُّ ما ٱلْتَفَّ عَلَىٰ شَيْءٍ وَسَتَرَهُ : ومنه كمائم الزَّهْرِ ، وبه شُبِّهَ كُمُّ الثوب . { وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ } : هو الْبُرُّ والشَّعِيرُ وما جرى مجراه ، قال ابن عباس : العَصْفُ : التِّبْنُ ، واخْتُلِفَ في الرَّيْحَان ، فقال ابن عَبَّاس وغيره : هو الرِّزْق ، وقال الحسن : هو رَيْحَانُكُمْ هذا ، وقال ابن زيد وقتادة : الريحانُ هو كُلُّ مشمومٍ طَيِّبٍ ، قال * ع * : وفي هذا النوع نعمة عظيمة ، ففيه الأزهار ، والمِنْدَلُ والعقاقير ، وغير ذلك ، وقرأ الجمهور : « وَالرَّيْحَانُ » بالرفع ؛ عطفاً على « فاكهة » وقرأ حمزة والكسائيُّ : « وَالرَّيْحَانِ » بالخفض ؛ عطفاً على « العَصْف » ، فـــ « الريحان » على هذه القراءة : الرزق ، ولا يدخل فيه المشمومُ إلاَّ بتكَلُّفٍ ، و « ريحان » أصله « رَوْحَان » ؛ فهو من ذوات الواو ؛ و « الآلاء » : النِّعَمُ ، والضمير في قوله : { رَبِّكُمَا } للجن والإنس اللَّذَيْن تضمَّنهما لفظُ الأَنامِ ، وأيضاً ساغ تقديمُ ضميرهما عليهما ؛ لذكر الإنسان والجانِّ عَقِبَ ذلك ، وفيه اتساع ، وقال منذر بن سَعِيدٍ : خُوطِبَ مَنْ يعقِلُ ؛ لأَنَّ المخاطبة بالقرآن كُلِّه هي للإنس والجن ، وعن جابر قال : " قرأ علينا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُورَةَ الرَّحْمٰن ، حَتَّى خَتَمَهَا ، ثُمَّ قَالَ : « مَالي أَرَاكُمْ سُكُوتاً ؟ ! لَلْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ رَدًّا مِنْكُمْ ؛ مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الآيةَ مِنْ مَرَّةٍ : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } إلاَّ قَالُوا : لاَ بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبّنَا نُكَذِّبُ " .