Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 46-57)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } أي : موقِفَهُ بينَ يَدَيْ ربه ، وقيل في هذه الآية : إنَّ كُلَّ خائف له جَنَّتَانِ . * ت * : قال الثعلبيُّ : قال محمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الترمذيُّ : جَنَّةٌ لخوفه من ربِّه ، وجنَّةٌ لتركه شهوَته ، و « الأَفْنَان » : يحتمل أنْ تكون جمع « فَنَنٍ » ، وهو الغُصْن ، وهذا قولُ مجاهد ، فكأَنَّهُ مدَحَهَا بظلالِهَا وتَكَاثُفِ أغصانها ، ويحتمل أنْ تكونَ جمع « فَنٍّ » ، وهو قول ابن عباس ، فكأَنَّه مدحها بكثرة فواكِهِهَا ونعيمِهَا ، و { زَوْجَانِ } معناه : نَوْعَانِ . * ت * : ونقل الثعلبيُّ عنِ ابنِ عَبَّاس قال : ما في الدنيا شجرةٌ حُلْوَةٌ ولا مُرَّةٌ إلاَّ وهي في الجنة ، حتى الحَنْظَلُ إلاَّ أَنَّهُ حُلْوٌ انتهى . و { مُتَّكِئِينَ } : حالٌ ، وقرأ الجمهور : { عَلَى فُرُشٍ } ـــ بضم الراء ـــ ، ورُوِيَ في الحديث " أَنَّه قيل للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : هَذِهِ الْبَطَائِنُ مِنْ إسْتَبْرَقٍ ، فَكَيْفَ الظَّوَاهِرُ ؟ ! قَالَ : هِيَ مِنْ نُورٍ يَتَلأَلأُ " ، والإِستبرقُ : ما خَشُنَ وحَسُنَ من الدِّيبَاجِ ، والسُّنْدُسُ : ما رَقَّ منه ، وقد تقدَّم القولُ في لفظ الإِسْتَبَرقِ ، والضميرُ في قوله : { فِيهِنَّ } لِلْفُرُشِ ، وقيل : للجنات ، إذِ الجنتان جناتٌ في المعنى ، و « الجَنَىٰ » : ما يُجْنَىٰ من الثمار ، ووصفه بالدُّنُوِّ ؛ لأَنَّه يدنو إلى مشتهيه ، فيتناوله كيف شاء من قيام ، أو جلوس ، أو ٱضطجاعٍ ، رُوِيَ معناه في الحديث ، و { قَـٰصِرٰتُ ٱلطَّرْفِ } : هُنَّ الحور ، قَصَرْنَ ألحاظَهُنَّ على أزواجهن : { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ } أي : لم يفتضَّهنَّ ؛ لأَنَّ الطَّمْثَ دَمُ الفَرْجِ . وقوله : { وَلاَ جَانٌّ } قال مجاهد : الجن قد تُجَامِعُ نساءَ البَشَرِ مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوجُ اسمَ اللَّه ، فنفى سبحانَهُ في هذه الآية جميعَ المجامعاتِ .