Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 37-45)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَاءُ } : جواب « إِذا » محذوفٌ مقصودٌ به الإِبهام ؛ كأَنَّه يقول : فإذا انشقَّتِ السماءُ ، فما أَعْظَمَ الهَوْلَ ! قال قتادة : السماءُ اليومَ خَضْرَاءُ ، وهي يوم القيامة حَمْرَاءُ ، فمعنى قوله : { وَرْدَةً } أي : مُحْمَرَّةً كالوَرْدَةِ ، وهي النُّوَّارُ المعروفُ ؛ وهذا قول الزَّجاجِ وغيره . وقوله : { كَٱلدِّهَانِ } قال مجاهدٌ وغيره : هو جمع دُهْنٍ ؛ وذلك أَنَّ السماء يعتريها يومَ القيامة ذَوْبٌ وتَمَيُّعٌ من شِدَّةِ الهَوْلِ ، وقال ابن جُرَيْجٍ : من حَرِّ جَهَنَّمَ ، نقله الثعلبيُّ ، وقيل غير هذا . وقوله : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْـئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ } قال قتادة وغيره : هي مواطنُ ؛ فلا تعارُضَ بين الآيات . وقوله سبحانه : { فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِى وَٱلأَقْدَامِ } قال ابن عباس : يُؤْخَذُ كُلُّ كافر بناصيته وقدَمَيْهِ ، ويُطْوَىٰ ، ويُجمَعُ كالحَطَبِ ، ويُلْقَىٰ كذلك في النار ، وقيل : المعنى : أَنَّ بعضَ الكفرة يُؤْخَذُونَ بالنواصي ، وبعضُهم يُسْحَبُونَ ، ويُجَرُّون بالأقدام . وقوله تعالى : { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ } أي : يقال لهم على جهة التوبيخ ، وفي مصحف ابن مسعود : « هٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمَا بِهَا تُكَذِّبَانِ لاَ تَمُوتَانِ فِيهَا وَلاَ تَحْيَيَانِ » . وقوله سبحانه : { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ } المعنى : أَنَّهم يتردَّدون بين نارِ جهنَّم وَجَمْرِهَا ، وبين حميمٍ ، وهو ما غُلِيَ في جهنَّم من مائع عذابها ، وآنَ الشَّيْءُ : حَضَرَ ، وآنَ اللَّحْمُ أو ما يُطْبَخُ أوْ يُغْلَىٰ : نَضِجَ وتناهَىٰ حَرُّهُ ، وكونُهُ من الثاني أَبْيَنُ .