Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 39-50)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَخِرِينَ } قال الحسن بن أبي الحسن وغيره : الأولون سالف الأُمَمِ ، منهم جماعةٌ عظيمة أصحابُ يمين ، والآخِرُونَ : هذه الأُمَّةُ ، منهم جماعة عظيمة أهلُ يمين ، قال * ع * : بل جميعهم إلاَّ مَنْ كان مِنَ السابقين ، وقال قوم من المتأولين : هاتان الفرقتان في أُمَّةِ محمد ، ورَوَى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال : " الثُّلَّتَانِ مِنْ أُمَّتِي " ، وروى ابن المبارك في « رقائقه » عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال : " إنَّ أُمَّتِي ثُلُثَا أَهْلِ الجَنَّةِ ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ، وَإنَّ أُمَّتِي مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ صَفًّا " انتهى . وقوله سبحانه : { وَأَصْحَـٰبُ ٱلشِّمَالِ … } الآية : في الكلام معنى الإنحاء عليهم وتعظيم مصائبهم ، والسَّمُومُ : أشد ما يكون من الحَرِّ اليابس الذي لا بَلَلَ معه ، والحميم : السخن جِدًّا من الماء الذي في جهنم ، واليَحْمُومُ : هو الدخانُ الأسودُ يُظِلُّ أهلَ النار ؛ قاله ابن عباس والجمهور ، وقيل : هو سرادق النار المحيط بأهلها ؛ فإنَّهُ يرتفع من كل ناحية حتى يُظِلَّهُم ، وقيل : هو جبل في النار أسود . وقوله : { وَلاَ كَرِيمٍ } معناه : ليس له صفة مدح ، قال الثعلبيُّ : وعن ابن المُسَيِّبِ { وَلاَ كَرِيمٍ } أي : ولا حسن نظيره من كل زوج كريم ، وقال قتادة : { لاَّ بَارِدٍ } : النزل { وَلاَ كَرِيمٍ } : المنظر ، وهو الظِلُّ الذي لا يغني من اللهب ، انتهى ، والمُتْرَفُ : المُنَعَّمُ في سَرَفٍ ، وتخوض ، و { يُصِرُّونَ } معناه : يعتقدون اعتقاداً لا ينزعون عنه ، و { ٱلْحِنثِ } : الإثم ، وقال الثعلبيُّ : { وَكَانُواْ يُصِرُّونَ } : يقيمون { عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ } أي : الذنب ، انتهى ، ونحوهُ للبخاريِّ ، وهو حَسَنٌ نحو ما في الرسالة ، قال قتادة وغيره : والمراد بهذا الإثم العظيم : الشركُ ، وباقي الآية في استبعادهم للبعث ، وقد تقدم بيانه .