Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 64-74)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ } أي : زرعاً يتم { أَمْ نَحْنُ } : وروى أبو هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال : " لاَ تَقُلْ : زَرَعْتُ ، وَلَكِنْ قُلْ حَرَثْتُ ، ثُمَّ تَلاَ أَبُو هُرَيْرَةَ هَذِهِ الآية " والحطام : اليابس المُتَفَتِّتُ من النبات الصائر إلى ذهاب ، وبه شُبِّهَ حُطَامُ الدنيا و { تَفَكَّهُونَ } قال ابن عباس وغيره : معناه تعجبون ، أي : مِمَّا نزل بكم ، وقال ابن زيد : معناه : تتفجعون ، قال * ع * : وهذا كله تفسير لا يَخُصُّ اللفظة ، والذي يخص اللفظةَ هو تطرحون الفكاهةَ عن أنفسكم ، وقولهم : { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } قبله محذوف تقديره : يقولون ، وقرأ عاصم الجَحْدَرِيُّ : « أَإنَّا لَمُغْرَمُونَ » بهمزتين على الاستفهام ، والمعنى يحتمل أَنْ يكونَ : إنا لمغرمون من الغرام ، وهو أَشَدُّ العذاب ، ويحتمل : إنَّا لمحملون الغرم ، أي : غرمنا في النفقةَ ، وذَهَبَ زَرْعُنَا ، وقد تَقَدَّمَ تفسيرُ المحروم ، وأَنَّهُ الذي تبعد عنه مُمْكِنَاتُ الرزق بعد قُرْبها منه ، وقال الثعلبيُّ : المحروم ضد المرزوق ، انتهى ، و { ٱلْمُزْنِ } : هو السحاب ، والأُجَاجُ : أشدُّ المياه ملوحةً ، و { تُورُونَ } معناه : تقتدحون من الأزند ؛ تقول : أوريتُ النارَ من الزِّنَادِ ، والزنادُ : قد يكون من حجر وحديدة ، ومن شجر ، لا سيما في بلاد العرب ، ولا سيما في الشجر الرَّخْوِ ؛ كالمَرَخِ والعفار والكلخ ، وما أشبهه ، ولعادة العرب في أزنادهم من شجر قال تعالى : { ءَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا } أي : التي تقدح منها { أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَـٰهَا } : يعني نار الدنيا { تَذْكِرَةً } للنار الكبرى ، نارِ جهنم ؛ قاله مجاهد وغيره ، والمتاع : ما يُنْتَفَعُ به ، والمُقْوِينَ : في هذه الآية الكائنين في الأرض القَوَاءِ ، وهي الفَيَافي ، ومن قال معناه : للمسافرين فهو نحو ما قلناه ، وهي عبارة ابن عباس ـــ رضي اللَّه عنه ـــ تقول : أَقْوَى الرَّجُلُ : إذا دَخَلَ في الأرض القَوَاءِ .