Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 75-80)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوٰقِعِ ٱلنُّجُومِ } الآية : قال بعض النحاة : « لا » زائدة ، والمعنى : فأقسم ، وزيادتها في بعض المواضع معروفة ، وقرأ الحسن وغيره : « فَلأُقْسِمُ » من غير ألف ، وقال بعضهم : « لا » نافية كأَنَّهُ قال : فلا صِحَّةَ لما يقوله الكفار ، ثم ابتدأ : أقسم بمواقع النجوم ، والنجوم : هنا قال ابن عباس وغيره : هي نجوم القرآن ؛ وذلك أَنَّهُ روي أَنَّ القرآن نزل في ليلة القدر إلى سماء الدنيا ، وقيل : إلى البيت المعمور جملة واحدة ، ثم نزل بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم نُجُوماً مُقَطَّعَةً مدة من عشرين سنةً ، قال * ع * : ويؤيده عودُ الضمير على القرآن في قوله : { إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ } وقال كثير من المفسرين : بلِ النجوم هنا هي الكواكب المعروفة ، ثم اختلف هؤلاء في مواقعها ، فقيل : غروبها وطلوعها ، وقيل : مواقعها عند انقضاضها إثْرَ العفاريت . [ وقوله : ] { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ } : تأكيد . وقوله : { لَّوْ تَعْلَمُونَ } : اعتراض . وقوله : { إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ } : هو الذي وقع القسم عليه . وقوله : { فِى كِتَـٰبٍ مَّكْنُونٍ } الآية : المكنون : المصون ؛ قال ابن عباس وغيره : أراد الكتابَ الذي في السماء ، قال الثعلبيُّ : ويقال : هو اللوح المحفوظ . وقوله : { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } يعني : الملائكة ، وليس في الآية على هذا التأويل تَعَرُّضٌ لحكم مَسِّ المصحف لسائر بني آدم ، وقال بعض المتأولين : أراد بالكتاب مصاحِفَ المسلمين ، ولم تكن يومئذ ، فهو إخبار بغيب مضمنه النهي ، فلا يَمَسُّ المصحفَ من بني آدم إلاَّ الطاهرُ من الكفر والحَدَثِ ؛ وفي كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حَزْمٍ : " لاَ يَمَسَّ القرآنَ إلاَّ طَاهِرٌ " ، وبِهِ أخذ مالك ، وقرأ سليمان : « إلاَّ المُطَهِّرُونَ » ـــ بكسر الهاء ـــ .