Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 1-6)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { سَبَّحَ للَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } : قال أكثر المفسرين : التسبيح هنا هو التنزيه المعروف في قولهم : سبحان اللَّهِ ، وهذا عندهم إخبار بصيغة الماضي مضمنه الدوامُ والاستمرارُ ، ثم اختلفوا : هل هذا التسبيح حقيقةٌ أو مجاز على معنى أَنَّ أثر الصنعة فيها تُنَبِّهُ الرائي على التسبيح ؟ قال الزَّجَّاجُ وغيره : والقول بالحقيقة أحسن ، وهذا كله في الجمادات ، وأَمَّا ما يمكن التسبيح منه فقول واحد : إن تسبيحهم حقيقة . وقوله تعالى : { هُوَ ٱلأَوَّلُ } [ أي ] : [ الذي ] ليس لوجوده بداية مُفْتَتَحَةٌ { وَٱلأَخِرُ } : الدائم الذي ليس له نهاية منقضية ، قال أبو بكر الوَرَّاق : { هُوَ ٱلأَوَّلُ } : بالأزلية { وَٱلأَخِرُ } : بالأبديَّة . { وَٱلظَّـٰهِرُ } : معناه بالأدِلَّةِ ونَظَرِ العقول في صنعته . { وَٱلْبَـٰطِنُ } : بلطفه وغوامضِ حكمته وباهِرِ صفاته التي لا تصل إلى معرفتها على ـــ ما هي عليه ـــ الأوهامُ ، وباقي الآية تقدم تفسيرُ نظيره . وقوله تعالى : { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ } معناه : بقدرته وعلمه وإحاطته ، وهذه آية أجمعت الأُمَّةُ على هذا التأويل فيها ، وباقي الآية بَيِّنٌ .