Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 28-29)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ } قالت فرقة : الخطاب بهذه الآية لأهل الكتاب ، ويؤيده الحديث الصحيح : " ثَلاَثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بي " الحديث ، وقال آخرون : الخطاب للمؤمنين من هذه الأمة ، ومعنى { وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ } أي : اثبتوا على ذلك ودوموا عليه ، { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ } أي : نصيبين بالإضافة إلى ما كان الأمم قبل يعطونه ، قال أبو موسى : { كِفْلَيْنِ } : ضعفين بلسان الحبشة ، والنور هنا : إمَّا أَنْ يكونَ وعداً بالنور الذي يسعى بين الأيدي يومَ القيامة ، وإمَّا أَنْ يكون استعارة للهُدَى الذي يمشي به في طاعة اللَّه . وقوله تعالى : { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَـٰبِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَىْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ … } الآية : رُوِيَ أَنَّه لما نزل هذا الوعدُ المتقدم للمؤمنين ، حسدهم أهلُ الكتاب على ذلك ، وكانتِ اليهودُ تُعَظِّمُ دِينَهَا وأَنْفُسَهَا ، وتزعم أَنَّهم أحِبَّاءُ اللَّه وأهلُ رضوانه ، فنزلت هذه الآية مُعْلِمَةً أَنَّ اللَّه فعل ذلك ، وأعلم به ؛ ليعلمَ أَهل الكتابِ أَنَّهم ليسوا كما يزعمون ، و « لا » في قوله : { لِّئَلاَّ } زائدة ، وقرأ ابن عباس والجَحْدَرِيُّ : « لِيَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ » ، وروى إبراهيم التيمي عن ابن عباس : « كَيْ يَعْلَمَ » وروي عن حِطَّانَ الرُّقَاشِيِّ أنه قرأ : « لأَنْ يَعْلَمَ » . وقوله تعالى : { أَلاَّ يَقْدِرُونَ } معناه : أَنَّهم لا يملكون فضلَ اللَّه ، ولا يدخل تحت قُدَرهم ، وباقي الآية بَيِّنٌ .