Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 13-18)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { ءَأَشْفَقْتُمْ … } الآية : الإشفاق : هنا الفزع من العجز عن الشيء المتصدق به ، أو من ذهاب المال في الصدقة . وقوله : { فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ … } الآية : المعنى : دوموا على هذه الأعمال التي هي قواعِدُ شرعكم ، ومَنْ قال : إنْ هذه الصدقة منسوخة بآية الزكاة ؛ فقوله ضعيف . وقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ } : نزلت في قوم من المنافقين ، تولوا قوماً من اليهود ، وهمُ المغضوب عليهم ، قال الطبري : { مَّا هُم مِّنكُمْ } : يريد به المنافقين { وَلاَ مِنْهُمْ } أي : ولا من اليهود ، وهذا التأويل يجري مع قوله تعالى : { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ لاَ إِلَىٰ هَـؤُلاءِ وَلاَ إِلَى هَـؤُلاءِ } [ النساء : 143 ] كالشاة العائرة بين الغنمين ، وتحتمل الآية تأويلاً آخرَ ، وهو أَنْ يكونَ قوله : { مَّـا هُم } يريد به اليهودَ { وَلاَ مِنْهُمْ } يريد به المنافقين ، { وَيَحْلِفُونَ } : يعني المنافقين ، وقرأ الحسن : { ٱتَّخَذْواْ أَيْمَـٰنَهُمْ } ـــ بكسر الهمزة ـــ ، والجُنَّةُ : ما يُتَسَتَّرُ به ، ثم أخبر تعالى عن المنافقين في هذه الآية أَنَّهُ ستكون لهم أيمان يومَ القيامة بين يدي اللَّه تعالى ، يخيل إليهم بجهلهم أَنَّها تنفعهم ، وتُقْبَلُ منهم ، وهذا هو حسابهم { أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَىْءٍ } أي : على شيء نافع لهم .