Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 8-10)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ … } الآية ، قال ابن عباس : نزلت في اليهود والمنافقين ، { وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ } : هو قولهم : السَّامُ عليكم ، يريدون الموتَ ، ثم كشف اللَّه تعالى خُبْثَ طَوِيَّتِهِمْ والحُجَّةَ التي إليها يستروحون ، وذلك أَنَّهُمْ كانوا يقولون : لو كان محمد نبيًّا لعذبنا بهذه الأقوال التي تسيئه ، وجَهِلُوا أَنَّ أمرهم مُؤَخَّرٌ إلى عذاب جهنم . وقوله تعالى : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ … } الآية : وصِيَّةٌ منه سبحانه للمؤمنين أَلاَّ يتناجوا بمكروه ، وذلك عامٌّ في جميع الناس إلى يوم القيامة . وقوله : { إِنَّمَا ٱلنَّجْوَىٰ } أي : بالإِثم { مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ } وقرأ نافع وأهل المدينة : « لِيُحْزِنَ » ـــ بضم الياء وكسر الزاي ـــ ، الفعل مُسْنَدٌ إلى الشيطان ، وقرأ أبو عمرو وغيره : « لِيَحْزُنَ » ـــ بفتح الياء وضم الزاي ـــ ، ثم أخبر تعالى أَنَّ الشيطان أو التناجي الذي هو منه ، ليس بضارٍّ أحداً إلاَّ أَنْ يكونَ ضُرَّ بإذن اللَّه ، أي : بأمره وقَدَرِهِ ، ثم أمر بتوكُّلِ المؤمنين عليه تبارك وتعالى .