Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 159-161)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } ، قال ابن عباس وغيره : المراد بـ « الذين » اليهود والنصارَىٰ ، أي : فَرَّقوا دين إبراهيم ، ووَصَفَهم بـ « الشِّيَعِ » ؛ إذ كل طائفة منهم لها فرق وٱختلافاتٌ ، ففي الآية حضٌّ للمؤمنين على الائتلاف وتركِ الاختلافِ ، وقال أبو الأحْوَص وأم سلمة زوجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم : الآية في أهْل البدع والأهواء والفتنِ ، ومَنْ جرَىٰ مَجْراهم من أمة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أي : فَرَّقوا دين الإسلام ، وقرأ حمزة والكسائيُّ : « فارَقُوا » ، ومعناه : تركوا . وقوله تعالى : { لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } : أي : لا تشفع لهم ، ولا لهم بك تعلُّق ، وهذا على الإطلاق في الكفَّار ، وعلى جهة المبالغة في العُصَاة . وقوله سبحانه : { إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى ٱللَّهِ … } الآية : وعيدٌ محضٌ ، وقال السدي : هذه آية لم يؤمر فيها بقتالٍ ، فهي منسوخة بالقتال . قال * ع * : الآية خبر لا يدخله نسخٌ ، ولكنها تضمَّنت بالمعنَىٰ أمراً بموادعةٍ ، فيشبه أنْ يقال : إن النسخ وقع في ذلك المعنَى الذي قد تقرَّر نسخه في آيات أخرَىٰ . وقوله سبحانه : { مَن جَاء بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا … } الآية : قال ابن مسعود وغيره : { ٱلْحَسَنَةَ } هنا : « لا إله إلا اللَّه » ، و { ٱلسَّيِّئَةُ } : الكفر . قال : * ع * : وهذه هي الغاية من الطرفَيْنِ ، وقالت فرقة : ذلك لفظٌ عامٌّ في جميع الحسناتِ والسيئاتِ ، وهذا هو الظاهر ، وتقديرُ الآية : مَنْ جاء بالحسنة ، فله ثوابُ عَشْرِ أمثالها ، وقرأ يعقوبُ وغيره : « فَلَهُ عَشْرٌ » ـــ بالتنوين ـــ « أَمْثَالُهَا » ـــ بالرفع ـــ . وقوله تعالى : { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ … } الآية : في غاية الوضوحِ والبيانِ ، و { قِيَماً } : نعت للدِّين ، ومعناه : مستقيماً ، و { مِلَّةَ } : بدلٌ من الدِّين .