Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 95-97)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلْحَبِّ وَٱلنَّوَىٰ } ، هذا ابتداءُ تنبيهٍ على العبرة والنظَرِ ، ويتصلُ المعنَىٰ بما قبله ؛ لأن المقصد أنَّ اللَّه فالقُ الحبِّ والنوَىٰ لا هذه الأصنامُ ، قال قتادة وغيره : هذه إشارة إلى فعل اللَّه سبحانه في أنّ يشُقَّ جميع الحَبِّ عن جميع النباتِ الذي يكُونُ منه ، ويشُقُّ النوَىٰ عن جميع الأشجار الكائِنَة مِنه . وقوله : { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ … } الآية : قال ابن عباس وغيره : الإشارة إلى إخراج الإنسان الحيِّ من النطفة الميِّتة ، وإخراج النطفة الميِّتة من الإنسان الحيِّ ، وكذلك سائرُ الحيوان من الطَّير وغيره ، وهذا القول أرجح ما قيل هنا . وقوله سبحانه : { ذَٰلِكُـمُ ٱللَّهُ } ٱبتداءٌ وخبَرٌ متضمِّن التنبيه ، { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } ، أي : تُصْرَفُون وتُصَدُّون ، و { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } ، أي : شَاقُّه ومُظْهره ، والفَلَقُ : الصُبح ، و { حُسْبَاناً } : جمع حسابٍ ، أي : يجريان بحسَابٍ ، هذا قول ابنِ عباس وغيره ، وقال مجاهد في « صحيح البخاريِّ » : المرادُ بحُسْبَان كحسبان الرحَىٰ ، وهو الدَّوْلاَب والعُودُ الذي عليه دَوَرانه . وقوله سبحانه : { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَـٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ … } الآية : هذه المخاطبةُ تعمُّ المؤمنين والكافرين ، والحُجَّةُ بها على الكافرين قائمةٌ ، والعبرة بها للمؤمنين متمكَّنة .