Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 1-4)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } أي : في أصْلِ الخِلْقَةِ ، وهذا يَجْرِي مع قول المَلَكِ : يَا رَبِّ ، أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ ، الحَدِيثَ ، وذَلِكَ في بطنِ أمهِ ، وقيل : الآيةُ تعديدُ نِعَمٍ ، فقولُه : { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ } هَذِهِ نعمةُ الإيجَاد ، ثم قال : { فَمِنكُمْ كَافِرٌ } أي : بهذِه النِّعْمَةِ ؛ لجهلهِ باللَّهِ ، { وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } باللَّهِ ، والإيمانُ بهِ شُكْرٌ لنعمتِه ، فالإشَارةُ عَلى هذَا التأويلِ في الإيمانِ والكفرِ ، هي إلى اكتسابِ العَبْدِ ؛ وهذا قولُ جماعة ، وقيلَ غيرُ هذا . وقوله تعالى : { خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } أي : لم يخلقْها عَبَثاً ولاَ لغيرِ مَعْنى . وقوله تعالى : { فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } هو تعديدُ نِعَمٍ ، والمرادُ الصورةُ الظاهرة ، وقيل : المرادُ صورةُ الإنسانِ المعنويَّةِ من حيثُ هو إنسانٌ مُدْرِكٌ عاقلٌ ، والأولُ أجْرَى على لغةِ العرب .