Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 6-11)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ } قال * ع * : تضمنتِ الآيةُ أنَّ عذابَ جهنمَ للكفارِ المُخَلّدِينَ ، وقد جاءَ في الأثر : أنه يَمُرُّ على جهنَم زَمانٌ تُخْفِق أبوابَها ، قد أخْلَتْها الشفاعةُ ، والذي يقال في هذا أن جهنَّمَ اسْمٌ تُخْتَصُّ به الطبقةُ العُلْيَا من النارِ ، ثم قَدْ تُسَمَّى الطبقاتُ كلها باسْمِ بَعْضِها ، فالتي في الأثرِ هي الطبقةُ العُلْيَا لأنَّها مَقَرُ العُصَاةِ من المؤمنينَ ، وَالَّتي في هذهِ الآية هي جهنمَ بأسرها ، أي : جميعُ الطبقاتِ ، والشَّهِيقُ أقْبَحُ ما يكونُ من صوتِ الحمارِ ، فاشْتِعَالُ النار وغَلَيَانُها يُصَوِّتُ مِثْل ذلك . وقوله : { تَكَادُ تَمَيَّزُ } أي يُزَايِلُ بَعْضُها بَعْضاً لشِدَّةِ الاضْطِرَابِ ، و { مِنَ ٱلْغَيْظِ } معناه : على الكَفَرَةِ باللَّهِ ، والفَوْجُ : الفريقُ من الناس ، وظاهر الآية أَنَّه لا يُلْقَى في جهنَّمَ أحَدٌ إلا سُئِلَ عَلى جهة التوبيخ . وقوله سبحانه : { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍ كَبِيرٍ } يحتملُ أنْ يكونَ من قولِ الملائكةِ ، ويحتملُ أنْ يكونَ من تمامِ كَلاَمِ الكفارِ للنُّذُرِ ، قال الفخر : وقوله ـــ تعالى ـــ عنهم : { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ } إنما جَمَعُوا بين السَّمْعِ والعَقْلِ ؛ [ لأن مَدَارَ التكليفِ على أدلة السمعِ والعقلِ ] ، انتهى .