Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-4)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { ٱلْحَاقَّةُ * مَا ٱلْحَاقَّةُ } المُرَادُ بالحاقَّةِ : القيامةُ ، وهي اسْمُ فاعلٍ مِنْ حَقَّ الشَّيءُ يَحِقُّ ؛ لأنَها حَقَّتْ لِكُل عَامِلٍ عملَه ، قال ابن عباس وغيره : سُمِّيَت القيامةَ حَاقَّةً لأنَّها تُبْدِي حَقَائِقَ الأشْياء ، و { ٱلْحَاقَّةُ } : مبتدأ و { مَا } مبتدأُ ثانٍ ، والحاقَّةُ الثانية خَبَرُ { مَا } والجملةُ خَبَرُ الأُولى ، وهذا كما تقول : زَيْدٌ مَا زَيْدٌ على معنى التعظيمِ له ، وإبْهام التعظيمِ أيضاً ليتخَيَّلَ السّامِعُ أقْصَى جُهْدَه . وقوله : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } مبالغة في هذا المعنى : أي : أن فيها مَا لَمْ تَدْرِه مِنْ أهْوَالِها ، وتَفَاصِيلِ صِفَاتِها ، ثم ذكرَ تعالى تكذيبَ ثَمُودَ وَعَادٍ بهذَا الأَمْرِ الذي هو حَقُّ مشيراً إلى أنْ مَنْ كَذَّبَ بِذَلِكَ يَنزلُ به ما نزلَ بأولئك ، و { بِٱلْقَارِعَةِ } : من أسماء القيامة أيضاً ؛ لأنها تَقْرَعُ القلوبَ بصدمتها .