Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 201-202)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـٰئِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ … } الآية خرَجَتْ مَخْرَجَ المَدْحِ للمتقين ، والتقوَىٰ ههنا عامَّة في اتقاء الشِّرْك والمعاصِي ، وقرأ ابن كثير وغيره : « طَيْفٌ » . قال أبو عليٍّ الطائفُ كالخَاطِرِ ، والطَّيْف كالخَطْرة ، وقوله : { تَذَكَّرُواْ } : إشارة إِلى ٱلاستعاذة المأمور بها ، وإِلى ما للَّه عزَّ وجلَّ من الأوامر والنواهي في النازلة التي يقع تعرُّض الشيطانِ فيها ، وقرأ ابنُ الزُّبَيْر : « مِن الشَّيْطَان تَأَمَّلُوا فإِذَا هُمْ » ، وفي مُصْحَفِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ « إِذَا طَافَ مِنَ الشَّيْطَانِ طَائِفٌ تَأَمَّلُوا » ، وقوله : { مُّبْصِرُونَ } : من البصيرة ، أي : فإِذا هم قد تبيَّنوا الحقَّ ، ومالوا إليه ، والضميرُ في { إِخْوَٰنُهُمْ } ، عائدٌ على الشياطين ، وفي { يَمُدُّونَهُمْ } عائدٌ على الكُفَّار ، وهم المرادُ بـــ « الإِخوان » ، هذا قول الجمهور . قال * ع * : وقرأ جميعُ السبعة غير نافع : « يَمُدُّونَهُمْ » ؛ من مَدَدتُّ ، وقرأ نافعٌ : « يَمِدُّونَهُمْ » ، من أَمْدَدتْ . قال الجمهور : هما بمعنًى واحدٍ ، إلا أن المستعمَلَ في المحبوب « أَمَدَّ » ، والمستعملَ في المكروه « مَدَّ » ، فقراءة الجماعةِ جارِيَةٌ على المنهَاج المستعمل ، وقراءةُ نافع هي مقيَّدة بقوله : { فِي ٱلْغَيِّ } ؛ كما يجوز أَنّ تقيِّد البِشَارَةَ ، فتقول : بَشَّرْتُهُ بشرٍّ وَمَدُّ الشياطينِ للكَفَرَةَ ، أيْ : ومَنْ نَحا نحوهم : هو بالتزيين لهم ، والإِغواءِ المتتابعِ ، وقوله : { ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } ؛ من أَقْصَرَ ، والضميرُ عائدٌ على الجميع ، أي : هؤلاء لا يقصرون عن الإغواء ، وهؤلاء لا يُقْصِرُونَ في الطاعة للشياطين .