Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 22-25)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله عز وجل : { فَدَلَّـٰهُمَا بِغُرُورٍ } قال : * ع * : يشبه عندي أن تكون هذه اسْتعَارَةً من الرَّجُلِ يدلي آخر من هُوَّةٍ بحبل قد أَرمَ أو سَبَبٍ ضعيف يغترُّ به ، فإذا تَدَلَّى به ، وتوركَ عليه ، انقطع به ، وهلك ، فيشبه الذي يغرُّ بالكلام حتى يصدقه ، فيقع في مصيبة بالذي يُدْلي من هوة بِسَبَبٍ ضعيف . وقوله سبحانه : { بَدَتْ } قيل : تمزقت عنهما ثياب الجنة وملابسها ، وَتَطَايَرَتْ تَبرِّياً منهما ، و { يَخْصِفَانِ } معناه : يلصقانها ، والمخصف الأشفى وضم الورق بعضه إِلَى بَعْضٍ أشبه بالخَرَزِ منه بالخياطة . قال البخاري : يَخْصِفَانِ يؤلفان الوَرَقَ بعضه إلى بعض انتهى . وهو معنى ما تقدم . وروى أبيٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أن آدم عليه السلام كان يَمْشي في الجنة كأنه النخلة السَّحُوقُ فلما أَكَلَ من الشجرة وَبَدَتْ له حاله فَرَّ على وَجْهِهِ ، فأخذت شجرة بِشَعَرِ رَأْسِهِ ، فقال لها : « أرسليني » فقالت : ما أنا بمرسلتك ، فناداه ربه جَلَّ وَعَلاَ أَمِنِّي تفرُّ يا آدم ؟ فقال : لا يَا رَبّ ، ولكن أَسْتَحْيِيكَ ، فقال : أما كان لك فيما مَنَحْتُكَ من الجنة مندوحة عما حرمت عليك . قال : بلى يا رب ، ولكن وَعِزَّتَكَ مَا ظَنَنْتُ أن أحداً يَحْلِفُ بك كَاذِباً ، قال : فبعزَّتي لأهبطنك إِلى الأَرْضِ ، ثم لا تنال العَيْشَ إلا كدًّا . وقوله : { عَن تِلْكُمَا } بِحَسَبِ اللفظ أنه إنما أشار إلى شَجَرَةٍ مخصوصة ، { وَأَقُل لَّكُمَآ : إِنَّ ٱلشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ } إشارة إلى الآية التي في « طه » في قوله : { فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ } [ طه : 117 ] وهذا هو العَهْد الذي نَسِيَهُ آدم على مَذْهَبِ من جعل النسيان على بابه ، وقولهما : { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا } اعتراف من آدَمَ وحواء عليهما السلام وطَلَبٌ للتوبة ، والستر ، والتغمُّد بالرحمة ، فطلب آدم هذا ، فأجيب ، وطلب إبليس النَّظِرَةَ ، ولم يطلب التَّوْبَة ، فوكل إلى سوء رأيه . قال الضحاك وغيره : هذه الآية هي الكَلِمَاتُ التي تلقى آدم من رَبِّهِ ، وقوله عز وجل : { قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } المُخَاطَبَةُ بقوله : { ٱهْبِطُواْ } . قال : أبو صَالِحٍ ، والسدي ، والطبري ، وغيرهم : هي لآدم ، وحوّاء ، وإبليس ، والحية . وقالت فرقة : هي مخاطبة لآدم وذريته ، وإبليس وذريته . قال * ع * : وهذا ضَعِيفٌ لعدمهم في ذلك الوَقْت . * ت * : وما ضعفه رحمه اللَّه صَحَّحَهُ في « سورة البقرة » ، فتأمله هناك ، وعداوة الحية معروفة . روى قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ما سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ " .