Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 19-21)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله جل وعلا : { وَيَا آدَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } إذا أُمِرَ الإنسان بِشَيْءٍ ، وهو متلبس به ، فإنما المقصد من ذلك أن يستمر على حاله ، ويتمادى في هَيْئَتِهِ . وقوله سبحانه لآدم : { ٱسْكُنْ } هو من هذا البَابِ ، وقد تَقَدَّمَ الكلام في « سورة البقرة » على « الشَّجَرَةِ » ، وتعيينها ، وقوله سبحانه : « هذه » قال ( م ) : الأَصْلُ هَذِي ، وَالهَاءُ بَدَلٌ من الياء ، ولذلك كسرت الذال ، إذ ليس في كلامهم هاء تأنيث قبلها كسرة انتهى . وقوله عز وجل : { فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَـٰنُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَٰتِهِمَا } الوَسْوَسَةُ الحديث في إخفاء همساً وإسْرَاراً من الصوت ، والوسواس صَوْتُ الحُلِيِّ ، فشبه الهمس به ، وسمى إِلْقَاءُ الشيطان في نَفْسِ ابن آدم وَسْوَسَةً ، إذ هي أَبْلَغُ الإسرار وأخفاه . هذا في حال الشيطان معنا الآن ، وأما مع آدم ، فممكن أن تكون وَسْوَسَة بمُحَاوَرَةٍ خفية ، أو بإلقاء في نَفْسٍ ، واللام في « ليبدي » هي في قول الأكثرين لام الصَّيْرُورَةِ والعاقبة ، ويمكن أن تكون لام « كي » على بابها . وما { مَا وُورِيَ } معناه ما ستر من قولك : وارى يُوَارِي إذا ستر ، والسَّوْأَةُ الفَرْجُ والدُّبر ، ويشبه أن يسمى بذلك ؛ لأن منظره يسوء . وقالت طائفة : إن هذه العِبَارَةَ إنما قصد بها أنها كُشِفَتْ لهما مَعَائِبهما ، وما يسوءهما ، ولم يقصد بها العورة ، وهذا القَوْلُ محتمل ، إلا أن ذِكْرَ خَصْفِ الوَرَقِ يَرُدُّهُ إلا أن يُقَدَّرَ الضمير في { عَلَيْهِمَا } عائد على بدنيهما فيصحّ . وقوله سبحانه : { وَقَالَ مَا نَهَـٰكُمَا … } الآية ، هذا القول المَحْكِيُّ عن إبليس يدخله من التأويل ما دَخَلَ الوَسْوَسَةَ ، فممكن أن يقول هذا مخاطبةً وحِوَاراً ، وممكن أن يقولها إلْقَاءً في النفس ، وَوَحْياً . و { إِلاَّ أَن } تقديره عن سيبويه والبصريين : إلا كراهِيَة أن ، وتقديره عند الكوفيين " إلا أن لا " على إضمار « لا » ، ويرجح قَوْلُ البصريين أن إضمار الأسماء أَحْسَنُ من إِضْمَارِ الحروف . وقرأ جمهور الناس « مَلَكَيْنِ » بفتح اللام . وقرأ ابن عباس : « مَلِكَيْنِ » بكسرها ، ويؤيده قوله : { وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } [ طه : 120 ] وقال بعض الناس : يؤخذ من هذه الألفاظ أن الملائكة أَفْضَلُ من البَشَرِ ، وهي مسألة اختلف النَّاسُ فيها ، وتمسَّكَ كل فريق بِظَوَاهِرَ من الشريعة ، والفضل بِيَدِ اللَّه يؤتيه من يَشَاءُ . و { قَاسَمَهُمَآ } أي : حلف لهما باللَّه ، وهي مُفَاعلة ، إذ قبول المحلوف له اليمين كالقسم .