Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 59-64)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَـٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ * قَالَ يَـٰقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَـٰلَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } . قال الطبري : أقسم اللَّه تعالى أنه أرسل نوحاً ، وكذا قال أبو حيان : « لقد » اللام جواب قسم محذوف . انتهى . و « غَيْرُهُ » بالرفع بَدَلٌ من قوله : { مِّنْ إِلَٰهٍ } ؛ لأنه في موضع رَفْعٍ ، ويجوز أن يكون نَعْتاً على الموضع ؛ لأن التقدير ؛ ما لكم إلٰه غيره ، والمَلأُ الجماعة من الأشراف . قيل : إنهم مأخوذون من أنهم يملؤون النَّفْسَ والعَيْنَ ، ويحتمل من أنه إذا تمالؤوا على أَمْر تمّ . وقولهم : { إِنَّا لَنَرَاكَ } يحتمل من رُؤْيَةِ البصر ، ويحتمل من رؤية القَلْبِ ، وهو أظهر . و { فِي ضَلَـٰلٍ } أي في تَلَفٍ وجهالة بما تسلك . وقوله : لهم جَوَابٌ عن هذا : { لَيْسَ بي ضَلَـٰلَةٌ } مبالغة في حُسْنِ الأدب ، والإعراض عن الجَفَاءِ منهم ، وتناول رفيق ، وسعة صدر حَسْبَ ما تقتضيه خُلُقُ النبوءة . وقوله : { وَلَكِنِّي رَسُولٌ } تعرض لمن يريد النظر ، والبَحْثَ ، والتأمل في المعجزة . وقوله عليه السلام : { وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } لفظ مُضَمَّنُهُ الوَعِيد ، لا سيما وهم لم يسمعوا قَطُّ بأمة عذبت . وقوله : { أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَـٰهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ } . الاستفهام هنا على جِهَةِ التقرير والتوبيخ ، وقوله : { عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ } قيل : « على » بمعنى « مع » . وقيل : هو على حَذْفِ مضاف ، تقديره : على لسان رجل ، ويحتمل أن يكون معناه منزَّل على رَجُلٍ منكم ؛ إذا كل ما يأتي من اللَّه سبحانه فله حُكْمُ النزول ، و { لَعَلَّكُمْ } تَرَجٍّ بحسب حال نوح ومعتقده . وقوله سبحانه : { فَأَنجَيْنَـٰهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ … } الآية . وفي التفسير : إن الذين كانوا مع نوح في السفينة أربعون رَجُلاً . وقيل : ثمانون رجلاً وثمانون امرأة وقيل : عشرة وقيل : ثمانية . قاله قتادة . وقيل : سبعة . واللَّه أعلم . وفي كثير من كتب الحديث ؛ التِّرْمذِيِّ وغيره أن جَمِيعَ الخَلْقِ الآن من ذُرِّيَّةِ نوح عليه السلام وقوله : { عَمِينَ } جمع عَمٍ ، ويريد عَمِيَّ البَصَائر ، وأتى في حديث الشفاعة وغيره أن نُوحاً أَوَّلُ الرسل .