Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 94-96)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِٱلْبَأْسَاءِ وَٱلضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ } أخبر سبحانه أنَّه ما بعث نبيًّا في قرية ، وهي المدينةُ إِلاَّ أخذ أهلها المكذِّبين له { بِٱلْبَأْسَاءِ } ؛ وهي المصائبُ في المال ، وعوارضُ الزَّمَن { والضَّرَّاءِ } وهي المصائبُ في البدن ؛ كالأمراض ونحوها ، { لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ } ، أي : ينقادون إلى الإِيمان ، وهكذا قولهم : الحُمَّى أَضْرَعَتْنِي لَكَ ، { ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ } ، وهي البأساءُ والضرَّاءُ { ٱلْحَسَنَةَ } ، وهي السرَّاء والنِّعمة { حَتَّىٰ عَفَواْ } : معناه : حتىٰ كَثُرُوا ، يقال : عَفَا النباتُ والرِّيشُ ؛ إِذا كَثُر نباتُهُ ؛ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " أحْفُوا الشَّوَارِبَ ، وَأعْفُوا اللِّحَىٰ " ولما بدَّل اللَّه حالهم بالخَيْر ؛ لُطْفاً بهم فَنَمْوا ، رأوا أن إِصابة الضَّرَّاء والسَّرَّاء إنما هي بالاتِفاق ، وليستْ بقَصْد ؛ كما يخبر به النبيُّ ، واعتقدوا أنَّ ما أصابهم مِنْ ذلك إِنما هو كالاتفاق الذي كان لآبائهم ، فجعلوه مثالاً ، أي : قد أصاب هذا آباءنا ، فلا ينبغي لنا أنْ نُنْكَره ، ثم أخبر سبحانه ؛ أنه أخذ هذه الطوائفَ الَّتي هذا معتَقَدُها ، وقوله : { بَغْتَةً } أي : فجأَةً وأخْذَةَ أَسَفٍ ، وبَطْشاً ؛ للشقاء السابق لهم في قديم علمه سبحانه . وقوله تعالىٰ : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرْضِ } ، أي : مِنْ بركاتِ المطرِ والنباتِ ، وتسخير الرياحِ والشمْسِ والقمر في مصالح العبادِ ؛ وهذا بحَسَب ما يدركُه نَظَر البشر ، وللَّه سبحانه خُدَّامٌ غير ذلك لا يُحْصَىٰ عددهم ، وما في عِلْم اللَّه أكْثَرُ .