Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 16-24)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً … } الآية ، قال عبدُ اللَّه بن عمرو بن العاص وابن عباس : إن الشَّمْسَ والقمر أقْفَاؤهما إلى الأرض ، وإقبال نورهما وارتفاعُه في السماء ؛ وهذا الذي يقتضيه لفظُ السِّرَاجِ . و { أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ } : استعارَةٌ مِنْ حَيْثُ خُلِقَ آدم ـــ عليه السلام ـــ من الأرض . و { نَبَاتاً } مصدرٌ جَاءَ على غير المصدر ، التقديرُ : فَنَبَتُّم نَبَاتاً ، والإعَادَةُ فيها بالدَّفْنِ ، والإخراجُ هو بالبعثِ ، وظاهر الآية : أنَّ الأرْضَ بسيطَةٌ غيرُ كُرِيَةً ، واعتقادُ أحَدِ الأمْرَيْنِ غَيْرُ قَادِح في الشرْعِ بنفسِه ، اللهمَّ إلاَّ أنْ يترتبَ على القولِ بالكُرِيَّةِ نَظَرٌ فاسِدٌ ، وأما اعتقادُ كونِها بسيطةً ، فهو ظاهِرُ كتابِ اللَّه تعالى ، وهو الذي لاَ يَلْحَقُ عنه فسادٌ أَلْبَتَّةَ ، واستدلَّ ابن مجاهد علَىٰ صحَّة ذلك بماءِ البحر المُحِيطِ بالمَعْمُورِ فَقَال : لَوْ كانت الأرضُ كُرِيَّةً لَمَا اسْتَقَرَّ المَاءُ عَلَيْهَا ، والسُّبُلُ الطرقُ ، والفجاجُ الواسعةُ ، وقولُ نوحٍ : { وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ … } الآية ، المعنى : اتَّبعُوا أشْرَافَهم وغُواتَهم ، و { خَسَارًا } : معناه : خُسْرَاناً ، و { كُبَّاراً } : بناءُ مبالغةٍ نَحْوَ : حُسَّانَ وُقُرِىءَ شاذًّا : « كِبَاراً » ـــ بكسْرِ الكَافِ ـــ قال ابن الأنباري : جَمْعُ كبير . و { وُدّاً } ومَا عُطِفَ عليه أسْمَاءُ أصْنَامٍ ، ورَوَى البخاريُّ وغيره عن ابن عباس : أنَّها كانتْ أسْمَاء رجالٍ صالحينَ ، من قوم نوحٍ فَلَمَّا هَلَكُوا ؛ أوْحَى الشيطانُ إلى قومِهم أن انْصِبُوا إلى مجالسِهم التي كانُوا يَجْلِسُونَ أنْصَاباً وَسَمُّوهَا بأسمائهم ، فَفَعَلُوا ، فلم تُعْبَدْ حتى إذا هَلَكَ أولئك وتُنُسِّخَ العِلْمُ عُبِدَتْ ، ، قال ابن عباس : ثم صَارَتْ هذه الأوثانُ التي في قَوْمِ نُوحٍ في العَرَبِ بَعْد ، انتهى . وقوله : { وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً } هو إخبارُ نُوحٍ عن الأَشْرَافِ ، ثم دَعَا اللَّهَ عليهم ألاَّ يَزِيدَهم إلا ضَلالاً ، وقال الحسن : أراد بقوله : { وَقَدْ أَضَلُّواْ } الأَصْنَامَ المذكورة .