Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 25-28)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { مِّمَّا خَطِيئَـٰتِهِمْ أُغْرِقُواْ } ابتداء إخْبَارٍ مِنَ اللَّهِ تعالَىٰ لمحمَّد ـــ عليه السلام ـــ و « ما » في قوله : { مِّمَّا } : زائدةٌ فكأَنه قال : مِنْ خطِيئَاتِهِم ، وهي لابتداءِ الغَايَةِ ، * ص * : { مِّمَّا خَطِيئَـٰتِهِمْ } من للسببِ ، * ع * : لابتداءِ الغايةِ و « ما » زائِدة للتَوْكيد ، انتهى ، { فَأُدْخِلُواْ نَاراً } يعني جَهَنَّمَ ، وقول نوح : { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ دَيَّاراً } قال قتادة وغيره : لم يَدْعُ نوحٌ بهذهِ الدعوةِ إلاَّ مِنْ بَعْدِ أنْ أُوحِيَ إليه { أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاّ مَنْ قَدْ آمَنََ } [ هود : 36 ] و { دَيَّاراً } أصْله : دَيْوَارٌ من الدَّوَرانِ ، أي : من يجيءُ ويذهب . وقوله : { رَّبِّ ٱغْفِرْ لِى وَلِوٰلِدَىَّ } قال ابن عباس : لم يَكْفُرْ لنوحٍ أبٌ مَا بَيْنَه وبين آدم عليه السلام ، وقرأ أُبيُّ بن كعب : « ولأَبَوَيَّ » ، وبيتُه المسجدُ ؛ فيما قاله ابن عباس ، وجمهورُ المفسرين ، وقال ابن عباس أيضاً : بيتُه شريعتُه ودِينُه ؛ استعار لها بَيْتاً كما يقال قُبَّة الإسْلاَمِ وفُسْطَاطُ الدين ، وقيل : أراد سفينتَه . وقوله : { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ } تعميمٌ بالدعاء لمؤمِني كلِّ أمَّةٍ ، وقال بعض العلماء : إن الذي استجابَ لنوح ـــ عليه السلامُ ـــ فأغْرَق بدعوتِه أهْلَ الأرضِ الكفارِ ، لجديرٌ أن يستجيبَ له فَيَرْحَمَ بدعوتِهِ المؤْمنينَ ، والتَّبَارُ : الهَلاَك .