Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 19-22)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَأَنَّهُ لَّمَا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ } يحتملُ : أنْ يكونَ خِطَاباً مِنَ اللَّهِ تعالى ، ويحتملُ : أنْ يَكُونَ إخباراً عَنِ الجِنِّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ هو محمد صلى الله عليه وسلم ، والضميرُ في { كَادُواْ } يحتملُ : أنْ يكونَ لكفارِ قريشٍ ، وغيرِهم في اجتماعهم على رَدِّ أمرِهِ صلى الله عليه وسلم ، وقيلَ : الضميرُ للجِنِّ ، والمعنى أنهم كادوا يَتَقَصَّفُونَ عليه ؛ لاسْتِماعِ القرآن ، وقال ابن جبير : معنى الآيةِ أنَّها قَوْلُ الجِنِّ لقومِهم ؛ يحكُون لَهُم ، والعَبْدُ محمدٌ ـــ عليه السلام ـــ ، والضميرُ في { كَادُواْ } لأَصْحَابهِ الذينَ يُطِيعُونَ له ويَقْتَدُونَ بهِ في الصلاةِ فَهُمْ عليه لِبَدٌ ، واللِبَدُ : الجماعاتُ شُبِّهَتْ بالشَّيءِ المُتَلبِّدِ ، وقال البخاريُّ : قال ابن عباس : { لِبَداً } أعْوَاناً ، انتهى ، ، و { يَدْعُوهُ } معناه : يَعْبُدُه ، وقيل : عبدُ اللَّهِ في الآيةِ المرادُ به نوحٌ ، وقرأ جمهور السبعة : « قَالَ إِنَّمَا أَدْعُواْ رَبِّي » وقرأ حمزةُ وعاصمٌ وأبو عمرو بخلافٍ عنه : « قُلْ » ثم أمَرَ اللَّهُ تعالى محمداً ـــ عليه السلام ـــ بالتَّبَرِّي مِنَ القُدْرَةِ ، وأنَّه لاَ يَمْلِكُ لأَحَدٍ ضَرًّا ولا نفعاً ، والملتَحَدُ : المَلْجَأُ الذي يُمَال إليه ، ومنه الإلْحادُ وهو الميل .