Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 16-18)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَأَلَّوِ ٱسْتَقَـٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ … } الآية ، قال ابن عباس وقتادة ومجاهد وابن جبير : الضميرُ في قوله : { ٱسْتَقَـٰمُواْ } عائِدٌ عَلى القاسِطينَ ، والمعنى : لوِ اسْتَقَامُوا على طريقةِ الإسْلاَمِ والحَقِّ لأَنْعَمْنَا عليهم ، وهذا المعنى نحوُ قوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ } [ المائدة : 65 ] إلى قوله : { لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } [ المائدة : 66 ] والقَاسِطُ الظَّالِم ، والماء الغَدَقُ هو الماءُ الكثيرُ ، و { لِّنَفْتِنَهُمْ } : معناه : لنختبرَهم ، قال عمر بن الخطاب ـــ رضي اللَّه عنه ـــ : حيْثُ يكونُ الماءُ فَثَمَّ المالُ ، وحَيْثُ المالُ فَثَمَّ الفِتْنَةُ ، ونَزَعَ بهذه الآية ، وقال الحسن وجماعة من التابعين : كانتِ الصحابَةُ ـــ رضي اللَّه عنهم ـــ سَامِعينَ مُطِيعينَ فَلَمَّا فُتِحْتْ كُنُوزُ كِسْرَى وقَيْصَرَ على الناس ، ثَارَتِ الفِتَن ، و « نُسْلكه » نُدْخلُه ، و { صَعَداً } : معناه : شَاقًّا ، وقال ابن عباس وأبو سعيد الخدري : { صعداً } جَبَلٌ في النارِ ، { وَأَنَّ ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ } قيل : أرادَ البيوتَ التي للعبادةِ والصلاةِ في كلِّ ملةٍ ، وقال الحسن : أرادَ بها كلَّ موضِع يُسْجَدُ فيه ؛ إذ الأَرْضُ كلها جُعِلَتْ مَسْجِداً لهذه الأمة ، ورُوِيَ : أنّ هذه الآيةَ نَزَلَتْ بسبب تَغَلُّبِ قريشٍ عَلى الكعبةِ حينئذٍ ، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم المواضعُ كلُّها لِلَّهِ فَاعْبُدْه حيثُ كنتَ ، قال * ع * : والمسَاجِدُ المخصوصَةُ بَيِّنَةُ التَمَكُنِ في كونها لِلَّهِ تعالى ، فيصلُحُ أنْ تُفْرَدَ للعبادةِ ، وكلِّ مَا هُوَ خَالِصٌ لِلَّهِ تعالى ، وأنْ لاَ يُتَحَدَّثَ بها في أمورِ الدنيا ، ولا يُجْعَلُ فيها لِغَيرِ اللَّهِ نَصِيبٌ .