Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 16-28)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { كَلاَّ } رَدْعٌ وَزَجْرٌ له على أُمْنِيَّتِه ، و { أُرْهِقُهُ } معناه أُكَلِّفُه بمشقَةٍ وعُسْرُ ، وصَعُودٌ عَقَبَةٌ في نَارِ جهنَّمَ ، روى ذلك أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم : كُلَّما وُضِعَ عليها شَيءٌ مِن الإنْسَانِ ذَابَ ، ثم يَعُودُ ، والصَّعودُ في اللغة : العَقَبَةُ الشَّاقَة . وقوله تعالى مخبراً عن الوليد : { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } الآية ، رَوَى جمهورٌ من المفسرينَ : أن الوليدَ سَمِعَ من القرآن ما أعْجَبَه وَمَدحَه ، ثم سمِعَ كذلك مراراً ، حتى كَادَ أنْ يُقَارِبَ الإسْلامِ ، وقال : واللَّه لَقَدْ سمعتُ من محمدٍ كلاماً مَا هُو مِنْ كلامِ الإنْسِ ، ولا هو مِنْ كَلامِ الجنِّ ، إنَّ له لحَلاَوةً ، وإنَّ عليه لَطَلاَوَةً ، وإنَّ أَعْلاَهُ لمثمرٌ ، وإنَّ أسْفَلَه لَمُغْدِقٌ ، وإِنَّه يَعْلُو ، وَمَا يُعْلَى ، فقالتْ قريشٌ : صَبَأَ الوليدُ واللَّه لتصبأَنَّ قريشٌ ، فقال أبو جهل : أنا أكْفِيكُمُوه فَحاجَّه أبو جهل وجماعة حتَى غَضِبَ الوليدُ ، وقال : تَزْعُمُون أَنَّ محمداً مجنُونٌ ، فَهَلْ رأيتمُوه يُخْنَقُ قَط ؟ قالوا : لا ، قال : تزعمُون أنه شاعر ، فهل رأيتموه يَنْطِق بشعرٍ قط ؟ قالوا : لا ، قال : تَزْعَمُونَ أَنّه كاهنٌ ، فهل رأيتموه يتكهن قط ؟ قالوا ؛ لا ، قال : تَزْعمُونَ أَنَّه كذابٌ ، فَهَلْ جَرَّبْتُمْ عليه شيئاً من الكذبِ قط ؟ قالوا : لا ، وكانوا يُسمُّونه قبلَ النبوةِ الأمِينُ لِصِدْقِهِ ، فَقَالَتْ قريش : ما عندَك فيه ؟ فتفكَّرَ في نفسه ، فقال : ما أرى فيه شيئاً مما ذكرتمُوه فقالوا : هو ساحرٌ ، فقال : أما هذا فُيُشْبِه ، وألفاظ الرواة هنا مُتَقَارِبَة المعاني مِنْ رواية الزهري وغيره . وقوله تعالى : { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } قَالَ الثعلبيُّ وغيرُه : { قُتِلَ } معناه : لُعِنَ ، انتهى . { وَبَسَرَ } أي قَطَبَ مَا بَيْنَ عينيه وٱرْبَدَّ وَجْهُه ثم أدْبَر عَنْ الهُدَى بعد أن أقْبَلَ إليهِ ، وقال : { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } أي : يُرْوَى ، أي : يرويه محمدٌ عن غيره . و { سَقَرُ } هي الدَّرْكُ السادسِ منَ النَّارِ ، { لاَ تُبْقِى } عَلَى مَنْ أُلْقي فيها { وَلاَ تَذَرُ } غايةً من العذاب إلا وَصَّلَتْه إليه .