Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 14-19)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { بَلِ ٱلإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } قال ابن عباس وغيره : أي : للإنسان على نفسه من نفسه بصيرةُ رقباءَ يشهدون عليه ، وهم جوارحه وَحَفَظَتُه ، ويحتمل أنْ يكون المعنى : بل الإنسان على نفسه شاهد ؛ ودليله قوله تعالى : { كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [ الإسراء : 14 ] قال الثعلبيُّ : قال أَبَانُ بْنُ تَعْلَبٍ : البصيرةُ والبَيِّنَةُ والشاهد بمعنى واحد انتهى ، ونحوه للهرويِّ ؛ قال * ع * : والمعنى على هذا التأويل الثاني : أَنَّ في الإنسان وفي عقله وفطرته حُجَّةً وشاهداً مُبْصِراً على نفسه . { وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ } أي : ولو اعتذر عن قبيح أفعاله ، فهو يعلمها ، قال الجمهور : والمعاذير هنا جمع مَعْذِرَةٌ ، وقال الضَّحَّاكُ والسُّدِّيُّ : هي الستور بلغة اليمن ؛ يقولون للستر : المعذار . وقوله تعالى : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ } الآية ، قال كثير من المفسرين ، وهو في « صحيح البخاريِّ » عن ابن عباس قال : " كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ ؛ مُخَافَةَ أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُ مَا يُوحَى إلَيْهِ " ، فَنَزَلَتِ الآيَةُ بِسَبَبِ ذَلِكَ ، وَأَعْلَمَهُ تَعَالَى أَنَّهُ يَجْمَعُهُ لَهُ في صَدْرِهِ . وقوله : { وَقُرْءَانَهُ } يحتمل أنْ يريد وقراءته ، أي : تقرأه أنت يا محمد . وقوله : { فَإِذَا قَرَأْنَـٰهُ } أي : قرأه المَلَكُ الرسول عَنَّا { فَٱتَّبِعْ قُرْءَانَهُ } ، قال البخاريُّ : قال ابن عباس : { فَٱتَّبِعْ } ، أي : اعمل به ، وقال البخاريُّ أيضاً قوله : { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ } أي : تأليف بعضه إلى بعض { فَإِذَا قَرَأْنَـٰهُ فَٱتَّبِعْ قُرْءَانَهُ } أي : ما جمع فيه ، فاعمل بما أمرك ، وانته عَمَّا نهاك عنه انتهى . وقوله تعالى : { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } قال قتادة وجماعة : معناه : أنْ نُبَيِّنَهُ لك ، وقال البخاريُّ : أنْ نبينه على لسانك .