Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 26-30)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ … } زجر وتذكير أيضاً بموطن من مواطن الهول ، وهي حالة الموت الذي لا مَحِيدَ عنه ، و { بَلَغَتِ } يريد : النفس و { ٱلتَّرَاقِىَ } جمع تَرْقُوَةٍ ، وهي عظام أعلى الصدر ، ولكل أحد تَرْقُوَتَانِ ، لكن جُمِعَ من حيثُ أَنَّ النفس المرادةَ اسمُ جنس ، والتراقي هي موارية للحلاقيم ، فالأمر كله كناية عن حال الحَشْرَجَةِ ونزع الموت ـــ يَسَّرَهُ اللَّه علينا بِمَنِّهِ ، وجعله لنا راحةً من كل شَرٍّ ـــ واخْتُلِفَ في معنى قوله تعالى : { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } فقال ابن عباس وجماعة : معناه : مَنْ يُرْقِي ، ويَطُبُّ ، ويَشْفِي ، ونحو هذا مِمَّا يتمناه أهل المريض ، وقال ابن عباس أيضاً ، وسليمانُ التَّيْمِيُّ ، ومقاتل : هذا القول للملائكة ، والمعنى : مَنْ يرقى بروحه ، أي : يصعد بها إلى السماء أملائكة الرحمة ، أم ملائكة العذاب . { وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ } أي : أيقن ، وهذا يقين فيما لم يَقَعْ بعد ؛ ولذلك اسْتُعْمِلَتْ فيه لَفْظَةُ الظن . وقوله تعالى : { وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ } قال ابن المُسَيِّبِ ، والحسن : هي حقيقة ، والمراد : ساقا المَيِّتِ عند تكفينه ، أي : لَفَّهُمَا الكَفَنُ ، وقيل : هو التفافهما من شدة المرض ، وقيل غير هذا .