Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 1-5)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
[ قوله تعالى : { هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَـٰنِ … } الآية ، { هَلُ } في كلام العرب قد تجيء ] بمعنى { قَدْ } ؛ حكاه سيبويه ، لكنها لا تخلو من تقرير ، وبابُها المشهورُ الاستفهام المَحْضُ ، والتقرير أحياناً ؛ قال ابن عباس : « هل » بمعنى « قد » ، والإنسان يراد به آدم ، وقال أكثر المتأولين : « هل » تقرير ، الإنسان : اسم جنس ، أي : إذا تَأَمَّلَ كُلُّ إنسان نفسه علم بِأَنَّه قد مَرَّ حِينٌ من الدهر عظيم لم يكن فيه شيئاً مذكوراً ، وهذا هو القوي أَنَّ الإنسان اسم جنس ، وأَنَّ الآية جُعِلَتْ عبرةً لكل أحد من الناس ؛ لِيُعْلَمَ أَنَّ الخالق له قادر على إِعادته . * ص * : { لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } في موضع حال من { ٱلإِنسَـٰنَ } أو في موضع صفة لـ { حِينٌ } والعائد عليه محذوف ، أي : لم يكن فيه ، انتهى . وقوله تعالى : { إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ … } الآية ، الإنسان هنا : اسم جنس بلا خلافٍ ، وأمشاج معناه : أخلاط ؛ قيل : هو { أَمْشَاجٍ } ماءِ الرجل بماءِ المرأة ، ونَقَلَ الفخرُ أَنَّ الأمشاج لفظٌ مفرد ، وليس يُجْمَعُ ، بدليل أَنَّه وقع صفةً للمفرد ، وهو قوله : { نُّطْفَةٍ } ، انتهى . { نَّبْتَلِيهِ } أي : نختبره بالإيجاد والكون في الدنيا ، وهو حال من الضمير في { خَلَقْنَا } كأَنَّه قال : مختبرين له بذلك . وقوله تعالى : { فَجَعَلْنَـٰهُ سَمِيعاً بَصِيراً } عَطْفُ جملة نِعَم على جملة نِعَمٍ ، وقيل : المعنى : فلنبتليه جعلناه سميعاً بصيراً و { هَدَيْنَـٰهُ } : يحتمل : أنْ يكون بمعنى أرشدناه ، ويحتمل : أنْ يكون بمعنى أريناه ، وليس الهدى في هذه الآية بمعنى خلق الهدى والإيمان ، وعبارة الثَّعْلَبِيِّ : { هَدَيْنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ } بَيَّنَا له وَعَرَّفْنَاهُ طريقَ الهدى والضلال ، والخير والشر ؛ كقوله : { وَهَدَيْنَـٰهُ ٱلنَّجْدَينِ } [ البلد : 10 ] انتهى . وقوله تعالى : { إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } حالان ، وقسمتهما { إِمَّا } ، و { ٱلأَبْرَارِ } : جمع بَارٍّ ؛ قال الحسن : هم الذين لا يؤذون الذَّرَّ ، ولا يرضون الشرَّ ، قال قتادة : نعم قوم يمزجُ لهم بالكافور ، ويُخْتَمُ لهم بالمسك ، قال الفرَّاء : يقال إِنَّ في الجنة عيناً تسمى كافوراً .