Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 29-31)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ } القول فيها كالتي في سورة المزمل . وقوله سبحانه : { فَمَن شَاءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } كلام واضح لا يفتقر إلى تفسير ، جعلنا اللَّه ممن اهتدى بأنواره ، وعَمَّتْ عليه بركتُه في أفعاله وأقواله ؛ قال الباجِيُّ : قال بعض أهل داود الطائيِّ : قلت له يوماً : إنَّك قد عرفت فأوصني ، قال : فَدَمِعَتْ عيناه ثم قال : يا أخي ، إنَّما الليلُ والنهار مراحلُ يرحلُها الناس مرحلةً مرحلةً ، حَتَّى تنتهي بهم إِلى آخر سفرهم ، فإنِ استطعت أَنْ تُقَدَّمَ من أَوَّلِ مرحلة زاداً لما بين يديك فافعل ؛ فإنَّ انقطاع السفر قريب ، والأمر أعجل من ذلك ؛ فتزوَّدْ لسفرك ، واقْضِ ما أنت قاضٍ من أمرك ، فكأَنَّ بالأمر قد بَغَتَكَ ، ثم قام وتركني ، انتهى من « سنن الصالحين » . وقوله تعالى : { وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ ٱللَّهُ } : نفي لقدرتهم على الاختراع وإيجاد المعاني في نفوسهم ، ولا يَرُدُّ هذا وجود مالهم من الاكتساب ، وقرأ عبد اللَّه : « وَمَا تَشَاءُونَ إلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ » . وقوله تعالى : { عَلِيماً حَكِيماً } معناه : يعلم ما ينبغي أَنْ ييسر عبدَه إليه ، وفي ذلك حكمة لا يعلمها إلاَّ هو سبحانه .