Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 78, Ayat: 24-37)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً … } الآية ، قال الجمهورُ : البَرْدُ في الآية مَسُّ الهَوَاءِ البَاردِ ، أي : لا يمسُّهم منه مَا يُسْتَلَذُّ ، وقال أبو عبيدة وغيره : البردُ في الآية النوم ، والعَرَبُ تُسَمِّيه بذلكَ لأنَّه يُبَرِّدُ سورَةَ العَطَشِ ، وقال ابن عباس : البردُ الشرابُ البارد المستلذّ ، وقال قتادة وجماعة : الغَسَّاقُ : هو ما يسيل من أجْسَامِ أهل النارِ من صديدٍ ونحوِه . وقوله تعالى : { وِفَـٰقاً } معناه لأعمالِهم وكفرِهم ، و { لاَ يَرْجُونَ } قال أبو عبيدَة وغيره معناه : لا يَخافُونَ ، وقال غيره : الرجاء هنا على بابه ، و { كِذَّاباً } مصدرٌ لغةٌ فصيحةٌ يَمَانِيَّة ، وعن ابن عمرَ قال : ما نَزَلَتْ في أهل النار آية أشدَ مِن قوله تعالى : { فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } ورواه أبو هريرةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والحدائقُ : هي البساتينُ علَيها حَلَقٌ وحظائرُ وجدرات ، البخاريِّ ، { وَكَوَاعِبَ } أي : نَوَاهد ، انتهى ، والدِّهَاقُ : المُتْرَعَة ؛ فيما قال الجمهورُ ، وقيل : الصافيةُ ، وقال مجاهد : متتابعةٌ ، وعبارة البخاريِّ وقال ابن عباس : { دِهَاقاً } : ممتلِئة ، انتهى ، و { كِذَّاباً } : مصدرٌ وهو الكَذِبُ . وقوله : { عَطَاءً حِسَاباً } أي : كَافِياً ؛ قاله الجمهور من قولهم ، أحْسَبَنِي هذَا الأمْرُ ، أي : كَفَاني ، ومنه حَسْبِي اللَّهُ ، وقال مجاهد : { حِسَاباً } معناه : بتَقْسِيطٍ ، فالحِسَابُ على هذا بمَوازنةِ أعمالِ القَومِ ؛ إذ منهم المُكْثِرُ مِنَ الأعمال ، والمُقِلُّ ولكلٍ بحسْبِ عملهِ . وقوله تعالى : { لاَّ يَمْلِكُونَ } الضميرُ للكفارِ ، أي : لاَ يَمْلِكُونَ منْ أفضالهِ وإجماله سبحانه أنْ يخاطبوه بمعذرةٍ ولا غيرها ؛ وهذا أيضاً في موطنٍ خاصٍّ .