Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 1-9)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَٱلنَّـٰزِعَـٰتِ غَرْقاً } قال ابن عباس وابن مسعود : { ٱلنَّازِعَاتِ } : الملائكةُ ، تَنْزِعُ نفوسَ بني آدم ، و { غَرْقاً } على هذا القول إما أن يكونَ مصدراً بمعنى الإغْراقِ والمبالغةِ في الفعل ، وإما أنْ يكونَ كما قال علي وابن عباس : تُغْرِقُ نفوسَ الكفرةِ في نار جهنم ، وقيل غيرُ هذا ، واخْتُلِفَ في { ٱلنَّاشِطَاتِ } فقال ابن عباس ومجاهد : هي الملائكةُ تَنْشطُ النفوسَ عند الموتِ ، أي : تَحُلُّها كَحَلِّ العِقَالِ ، وتَنْشَطُ بأمْرِ اللَّه إلى حيثُ شَاء ، وقال ابن عباس أيضاً : الناشطاتُ النفوسُ المؤمِنَة تَنْشَط عند الموتِ للخروج ، * ت * : زاد الثعلبيُّ عنه : وذلك أنَّه ليسَ مؤمنٌ يَحْضُرُهُ الموتُ إلا عُرِضَتْ عليه الجنةُ قَبْلَ أَن يموتَ فَيَرى فيها أشْبَاهَاً من أهلِه وأزْواجهِ من الحُور العينِ ، فَهُمْ يَدْعُونه إليها فَنَفْسُه إليهم نَشِيطَة أن تخرج فتأتيهم ، انتهى ، وقيل غيرُ هذا واخْتُلِف في { ٱلسَّابِحَاتِ } هنا فقِيلَ : هي النجوُمُ ، وقيل : هي الملائِكَةُ ؛ لأَنَّهَا تَتَصَّرفُ في الآفاقِ بأمْرِ اللَّه ، وقيلَ : هي الخيلُ ، وقيل : هي السفنُ ، وقيل : هي الحيتانُ ودوابُّ البَحْرِ ، واللَّه أعلم ، واخْتُلِفَ في { َٱلسَّابِقَاتِ } ، فقيلَ هي الملائكةُ ، وقيل : الرياحُ ، وقيل : الخيلُ ، وقيل : النُّجُوم ، وقيل : المَنايَا تَسْبِقُ الآمالَ ، وأما { ٱلْمُدَبِّرَاتِ } فَهِي الملائكة قَولاً واحداً فيما علمتُ ، تدبّر الأمورَ التي سخَّرَها اللَّهُ لَها وصَرَّفَها فيها ؛ كالرياحِ والسحابِ ، وغير ذلك ، و { ٱلرَّاجِفَةُ } النفخةُ الأولى ، و { ٱلرَّادِفَةُ } النفخة الأخِيرَة ، وقال ابن زيد : { ٱلرَّاجِفَةُ } : الموتُ ، و { ٱلرَّادِفَةُ } : الساعة ، وفي « جَامِع الترمذي » عن أُبيِّ بن كَعْبٍ قال : " كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ ، فَقَالَ : يَأَيُّهَا النَّاسُ ، ٱذْكُرُوا اللَّهَ ، ٱذْكُرُوا اللَّهَ ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ ، تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيه ، [ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ ] " الحديثَ ، قَال أبو عيسَىٰ : هذا حديثٌ حسنٌ ، انْتَهَى ، وقد أتى به * ع * هنا وقال : إذا ذَهَبَ رُبُعُ الليل ، والصوابُ ما تقدَّم ، ثم أخبرَ تعالى عن قلوبٍ تَجِفُ [ في ] ذلكَ اليومِ ، أي : تَرْتَعِدُ خوفاً وفَرَقاً من العذابِ ، واخْتُلِفَ في جوابِ القسم : أين هو ؟ فقال الزجاج والفراء : هو محذوفٌ دَلَّ عليهِ الظاهرُ تقديرُه : لَتَبْعَثُنَّ ونحوُه ، وقال آخرونَ : هو موجودٌ في جملة قوله تعالى : { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } كأنه قَال لَتَجِفَنَّ قلوبُ قومٍ يومَ كَذَا .