Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 5-6)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِٱلْحَقِّ … } الآية : اختلف في معنى هذه الآية ، فقال الفَرَّاءَ : التقدير امْضِ لأمرك في الغَنَائِمِ ، وإن كرهوا كما أخرجك رَبُّكَ . قال * ع * : وتحرير هذا المعنى عندي أن يقال : هذه الكاف شَبَّهَتْ هذه القِصَّةَ التي هي إِخْرَاجُهُ من بيته بالقِصَّةِ المتقدمة التي هي سؤالهم عن الأَنْفَال ، كأنهم سألوا عن النَّفَلِ ، وتشاجروا ، فأَخرج اللَّه ذلك عنهم ، فكانت فيه الخِيَرَةُ ، كما كَرِهُوا في هذه القصة انْبِعَاثَ النبي صلى الله عليه وسلم فأخرجه اللَّه من بَيْتِهِ ، فكانت في ذلك الخِيَرَةُ ، وعلى هذا التأويل يُمْكِنُ أن يكون قوله : { يُجَـٰدِلُونَكَ } كلاماً مُسْتَأْنَفاً يراد به الكفار ، أي : يجادلونك في شريعة الإسلام من بَعْد ما تَبَيَّنَ الحَقُّ فيها ، كأنما يساقون إلى المَوْتِ في الدُّعَاءِ إلى الإيمان ، وهذا الذي ذكرت من أن { يُجَـٰدِلُونَكَ } في الكُفَّار منصوص . وقال مجاهد وغيره : المعنى في الآية : كما أخرج ربك من بَيْتِكَ على كَرَاهِيَةٍ من فريق منهم ، كذلك يُجَادِلُونَكَ في قتال كفار « مكة » ، ويوَدُّونَ غير ذَاتِ الشَّوْكَة من بعد ما تَبَيَّنَ لهم أنك إنما تفعل ما أمرت به لا ما يُريدُون هم ، وقائل هذه المَقَالَةِ يقول : إن المجادلين هم المؤمنون ، وقائل المقالة الأولى يقول : إن المُجَادِلِينَ هم المشركون ، وهذان القولان يتم بها المَعْنَى ، ويحسن رَصْفُ اللفظ . وقيل غير هذا . وقوله : { مِن بَيْتِكَ } يريد من « المدينة » « يثرب » قاله الجُمْهُور .