Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 80, Ayat: 17-22)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { قُتِلَ ٱلإِنسَـٰنُ مَا أَكْفَرَهُ } : دعاء على اسْمِ الجنسِ ، وهو عُمُومٌ يرادُ به الإنسانُ الكافِرُ ، ومعنى { قُتِلَ } : أي : هو أهلٌ أنْ يُدْعَى عليْه بهذا ، وقال مجاهد : { قَتِلَ } معناه : لُعِنَ وَهَذَا تَحَكُّمٌ * ت * : ليسَ بتحكمٍ وقد تقدم نحوُه عن غيرِ واحدٍ . وقوله تعالى : { مَا أَكْفَرَهُ } يحتملُ معنى التعجبِ ، ويحتملُ الاستفهامَ توبيخاً ، وقيلَ : " الآيةُ نَزَلَتْ في عُتْبَةَ بنِ أبي لهبٍ ، وذلك أنَّه غَاضَبَ أبَاه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسْلَم ثم إن أباه اسْتَصْلَحَه وأعطَاه مالاً وجهَّزَه إلى الشامِ ، فبعث عتبةُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إنِّي كافرٌ بربِّ النَّجْمِ إذَا هَوَىٰ فدعَا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : « اللهمَّ ابْعَثْ عَلَيْهِ كَلْبَكَ حَتَّى يَأْكُلَهُ » " ، ثم إن عُتْبَةَ خَرَجَ في سُفْرَة فجاءَ الأسَدُ فأكلَه من بينْ الرُّفْقَةِ . وقوله تعالى : { مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُ } استفهامٌ على معنى التقرير على تفاهةِ الشيءِ الذي خُلِقَ الإنسانُ منه ، { فَقَدَّرَهُ } أي جعَلَه بقَدَرٍ وَحَدٍّ معلومٍ ، { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } قال ابن عباس وغيره : هي سبيلُ الخُرُوجِ من بطن أمِّهِ ، وقال الحسنُ ، ما معناه أن السبيلَ هي سبيلُ النظرِ المؤدِّي إلى الإيمانِ . وقوله { فَأَقْبَرَهُ } معناه : أمَر أنْ يُجْعَلَ له قبرٌ ، وفي ذلك تكريمٌ له ؛ لِئَلاَّ يطرحَ كسائرِ الحيوان . وقوله تعالى : { ثُمَّ إِذَا شَاءَ } يريدُ : إذا بَلَغَ الوقتَ الذي قَدْ شاءَه ؛ وهو يومُ القيامةِ ، و { أَنشَرَهُ } معناه : أحْيَاه .