Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 15-21)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { فَأَمَّا ٱلإِنسَـٰنُ إِذَا مَا ٱبْتَلـٰهُ رَبُّهُ … } الآية ، ذَكَرَ تَعالى في هذهِ الآيةِ ما كانتْ قريشٌ تقولُهُ وتستدلُّ به على إكرامِ اللَّه وإهانَتِهِ لعبدهِ ، وجَاءَ هذا التوبيخُ في الآيةِ لجنس الإنسان ، إذ قد يقعُ بعضُ المؤمنينَ في شيء من هذا المَنْزَع ، و { ٱبْتَلـٰهُ } معناه : اخْتَبَرَهُ ، و { نَعَّمَهُ } أي جَعَلَهُ ذَا نِعْمَةٍ . « وقُدِرَ » بتخفيفِ الدال بمعنى : ضَيَّقَ ، ثم قال تعالى : { كَلاَّ } ردّاً على قولهِم ومعتقدهم ، أي : ليس إكرامُ اللَّهِ تعالى وإهانتُه كذلِكَ ، وإنما ذلك ابتلاءٌ فَحَقُّ من ٱبْتُليَ بالغنى أن يشكرَ ويطيعَ ، ومَنْ ابْتُلِيَ بالفَقْرِ أن يشكرَ ويصبرَ ، وأما إكرامُ اللَّه فهو بالتقوى وإهانَتُهُ فبالمعصيةِ ، و { طَعَامِ } في هذهِ الآيةِ بمعْنَى : إطعام ، ثم عدَّدَ عليهم جِدَّهم في أكل التراثِ ، لأنهم كانوا لا يُورِّثُونَ النِّسَاءَ ولاَ صغارَ الأولادِ ، وإنما كان يأخُذُ المالَ مَنْ يقاتِلُ ويَحْمِي الحَوْزَةَ ، و « اللَّمُّ » الجَمْعُ واللَّفُّ ، قال الحسن : هو أَن يأْخُذَ في الميراثِ حظَّه وحظَّ غيرِه ، والجَمُّ الكثيرُ الشديدُ ؛ ومنه قول الشاعر : [ الرجز ] @ إنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمّا وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لاَ أَلَمَّا @@ ومنه الجَمُّ من الناس ، ودَكُّ الأَرْضِ تسويتُها .