Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 46-49)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً } ، أيْ : لو أرادوا الخروجَ بنيَّاتهم ، لنظروا في ذلك وٱستعدُّوا له . وقوله : { وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ } . * ص * : و { وَلَـٰكِن } : أصلها أَن تقع بَيْنَ نقيضَيْن أَو ضِدَّيْنِ ، أَوْ خَلافَيْن ، على خلاف فيه . انتهى . و { ٱنبِعَاثَهُمْ } : نفوذَهُمْ لهَذِهِ الغزوة ، والتثبيطُ : التَّكْسِيلُ وكَسْر ٱلعَزْمِ . وقوله سبحانه : { وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ } ، يحتمل أنْ يكون حكايةً عن اللَّه ، أي : قال اللَّه في سابق قضائِهِ : ٱقْعُدُوا مع القاعدين ، ويحتملُ أنْ يكون حكايةً عنهم ، أي : كانَتْ هَذِهِ مقالَةَ بَعْضِهِمْ لبعضٍ ، ويحتملُ أنْ يكون عبارةً عن إِذْنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لهم في القعود ، أيْ : لما كره اللَّه خروجهم ، يَسَّر أَنْ قلْتَ لهم : ٱقعدوا مع القاعدين ، والقعودُ ؛ هنا : عبارةٌ عن التخلُّفِ ، وكراهيةُ اللَّهِ ٱنبعاثَهُمْ : رِفْقٌ بالمؤمنين . وقوله سبحانه : { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } الخبالُ : الفسادُ في الأشياء المؤتَلِفة ؛ كٱلمَوَدَّات ، وبَعْضِ الأجرامِ ، { لأَوْضَعُواْ } معناه : لأسرعوا السَّيْر ، و { خِلَـٰلَكُمْ } معناه : فيما بينكم . قال * ص * : { خِلَـٰلَكُمْ } جمع خَلَلٍ ، وهو الفُرْجَة بين الشيئين ، وٱنتصَبَ على الظَّرف بـــ { لأَوْضَعُواْ } ، و { يَبْغُونَكُمُ } : حالٌ ، أي : باغين . انتهى . والإِيضاع : سُرْعَةُ السير ، ووقَعْتُ { لأَوْضَعُواْ } بألف بَعْدَ « لا » في المصحف ، وكذلك وقعتْ في قوله : { أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ } [ النمل : 21 ] { يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ } ، أي : يطلبون لكم الفتْنَة ، { وَفِيكُمْ سَمَّـٰعُونَ لَهُمْ } ، قال مجاهد وغيره : معناه : جواسيسُ يسمعون الأخبار ، ويَنْقُلُونها إِليهم ، وقال الجمهور : معناه : وفيكم مُطِيعُونَ سامعون لهم . وقوله سبحانه : { لَقَدِ ٱبْتَغَوُاْ ٱلْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ } ، في هذه الآية تحقيرٌ لشأنهم ، ومعنَى قوله : { مِن قَبْلُ } : ما كان من حالهم في أُحُدٍ وغيرها ، ومعنى قوله : { وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلأُمُورَ } : دبَّروها ظهراً لبطْنٍ ، وسعوا بكُلِّ حيلةٍ { وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي } ، نزلَتْ في الجَدِّ بْنِ قَيْسٍ ، وأسند الطبريُّ أَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ : " اغْزُوا تَبُوكَ ، تَغْنَمُوا بَنَاتِ الأصْفَرِ " فقال الجَدُّ : ٱئْذَنْ لَنَا وَلاَ تَفْتِنَّا بالنِّسَاءِ ، وقال ابن عبَّاس : إِن الجَدَّ قال : ولكنِّي أُعِينُكَ بِمَالِي . وقوله سبحانه : { أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } ، أي : في الذي أظْهَرُوا الفِرَارَ منه .