Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 11-16)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } الآية ، قولهُ « فَلاَ » هو عند الجمهورِ تحضيضٌ بمعنى : ألا ٱقتحم ، والعقبةُ في هذه الآيةِ عَلى عُرْفِ كلامِ العَرَبِ استعارةٌ لهذا العمل الشاقِّ على النفسِ ، من حيثُ هو بِذَلُ مالٍ ، تشبيهٌ بعقبةِ الجبَلِ ، و { ٱقتَحَمَ } : معناه : دَخَلَهَا وجَاوَزَها بسرعةٍ وضَغْط وشدة ، ثم عَظَّم تعالى أمر العقبةِ في النفوس بقولهِ : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } ثمَّ فَسَر اقتحَامَ العقبةِ بقوله : { فَكُّ رَقَبَةٍ } الآية ، وهذا على قراءةِ مَنْ قرأ : { فَكُّ رَقَبَةٍ } بالرفعِ على المَصْدَرِ وأما من قرأ : « فَكَّ رَقَبَةً أوْ أطْعَمَ » عَلَى الفعلِ ، ونَصَبَ الرقبةَ ، وهي قراءةُ أبي عمرِو ، فليسَ يحتاجُ أن يُقَدَّرَ : وما أدرَاكَ ما اقتحامٌ بلْ يكونُ التعظيمُ للعقَبةِ نَفْسِها ويجيءُ { فَكُّ } بَدَلاً من { ٱقتَحَمَ } ومبيَّناً لَه ، وفَكُّ الرقَبةِ هو عَتْقُها من رِبْقَةِ الأسرِ أو الرِّقِّ ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنْ أعْتَقَ نَسَمَةً مؤمِنَةً أعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْواً مِنْهُ مِنَ النَّارِ " ، والمسْغَبَةُ : المجاعَةُ ، والساغِبُ : الجائعُ و { ذَا مَقْرَبَةٍ } : معناه : ذَا قَرَابَةٍ ؛ لتجتمعَ الصدقةُ والصلة ، و { ذَا مَتْرَبَةٍ } : معناه : مُدْقَعاً قَدْ لَصِقَ بالترابِ وهذا ينْحو إلى أنّ المسكينَ أشَدَّ فاقةً مِنَ الفقيرِ ، قال سفيانُ : هم المَطْرُوحُونَ على ظهرِ الطريقِ قُعُوداً على الترابِ لا بُيُوتَ لهم ، وقال ابن عباس : هو الذي يَخْرُجُ من بيته ثم يَقْلِبُ وجهَه إلى بيته مستيقناً أنه ليسَ فيه إلا التراب .