Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 93, Ayat: 1-6)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تقدَّم تفسيرُ { وَٱلضُّحَىٰ } بأنه : سُطُوع الضوءِ وعِظَمُه ، وقال قتادة : { الضُّحَى } هنا النهارُ كلُّه و { سَجَىٰ } معناه سَكَنَ واستقَرَّ لَيْلاً تامًّا ، وقيل : معناه أقْبَلَ ، وقِيلَ : معناه أدْبَرَ ، والأولُ أصحُّ ، وعليه شواهِدُ ، وقال البخاريُّ : قال مجاهد : { إِذَا سَجَىٰ } اسْتَوَى ، وقال غيره : أظلمَ وسكنَ ، انتهى ، ، وقرأ الجمهور : { مَا وَدَّعَكَ } ـــ بشدِ الدالِ ـــ من التَّوْدِيع وقُرِىءَ بالتخفيفِ بمعنى : ما تَرَكَكَ ، وقال البخاريُّ : { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ } بالتشديدِ والتخفيفِ : ما تَرَكَكَ ، انتهى . و { قَلَىٰ } أبْغَضَ ، نزلتْ بسببِ إبطَاءِ الوَحْي مدَّة { وَلَلأَخِرَةُ } يعني : الدارَ الآخِرَةَ خيرُ لَكَ من الدنيا ، { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } قيل : هي أرْجَى آية في القرآن ؛ لأنَّه صلى الله عليه وسلم لا يرضى ، وواحدٌ من أمتهِ في النارِ ، ورُوِي أنه ـــ عليه الصلاةُ والسلام ـــ قال لما نَزَلَتْ : " إِذنْ لاَ أرْضَىٰ ، وأَحدٌ مِنْ أُمَّتِي في النَّارِ " قال عِيَاضٌ : وهذه آيةٌ جامعةٌ لوجوهِ الكرامةِ وأنواعِ السعادةِ في الدارين ، انتهى ، [ * ت * : وفي « صحيح مسلمٍ » من روايةِ عبدِ اللَّه بن عمرو بن العاصي : " أن النبي صلى الله عليه وسلم تَلاَ قولَ اللَّه ـــ عز وجل ـــ في إبراهيمَ عليه السلام : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ إبراهيم : 36 ] وقولُ عيسى عليه السلام : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } [ المائدة : 118 ] فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ ، أُمَّتِي أُمَّتِي ، وَبَكَىٰ ، فَقَالَ اللَّهُ ـــ جَلَّ ثناؤُهُ ـــ يَا جِبْرِيلُ ؛ ٱذْهَبْ إلَىٰ مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ : إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ ولاَ نَسُوؤُكَ " ، انتهى مختصراً ] ، ثُمَّ وَقَفَ تَعَالَى نبيَّه على المراتبِ التي دَرَجَه عَنْها بإنعَامِهِ فقال : { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَاوَىٰ } .