Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 108-108)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ } الآية . قل يا محمد هذه الدعوة التي أدعو إليها ، والطريقة التي أنا عليها ، سُنَّتيِ ومنهاجي ، وسمِّي الدِّين سبيلاً ، لأنه الطَّريق الذي يؤدِّي إلى الثَّواب ، ومثله : { ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ } [ النحل : 125 ] والسَّبيل في أصل اللغة : الطريق ، ثم شبهوا بها التعبُّدات ؛ لأن الإنسان يمر عليها إلى الجنَّة . قوله : { أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ } يجوز أن يكون مستأنفاً ، وهو الظاهر ، وأن يكون حالاً من الياءِ ، و { عَلَىٰ بَصِيرَةٍ } حال من فاعل " أدْعُوا " أي : أدعوا كائناً على بصيرةٍ . وقيل : تمَّ الكلام عند قوله : { أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ } ثم استأنف { عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي } . قوله { وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي } عطفٌ عليه ، أي : على فاعل " أدْعُوا " ولذلك أكد بالضمير المنفصل ، ويجوز أن يكون مبتدأ ، والخبر محذوف ، أي : ومن اتَّبعني يدعو أيضاً ، ويجوز أن يكون " عَلَى بَصِيرةٍ " : خبراً مقدماً ، و " أنَا " : مبتدأ مؤخر ، و " مَنِ اتَّبعَنِي " عطف عليه أيضاً ، ومفعول " أدْعُوا " يجوز أن لا يراد ، أي : أنا من أهل الدُّعاء إلى الله ، ويجوز أن يقدَّر : أن أدعواالناس . وقرأ عبد الله : " هذَا سَبِيلِي " بالتَّذكير ، وقد تقدَّم [ الأنعام : 55 ] أنه يذكَّر ويؤنَّث . فصل والمعنى : أدْعُوا إلى الله على بصيرةٍ على يقين ، والبصيرةُ : هي المعرفة التي يميز بها بين الحقِّ والباطل ، وهي الحجَّة والبرهان ، " أنَا ومَنِ اتَّبعَنِي " : آمَنَ بي ، وسار في طريقي ، وسيرهُ : اتِّباع الدَّعوة إلى الله عزَّ وجلَّ ـ . قال الكلبيُّ ، وابنُ زيد : حقٌّ على من اتَّبعه أن يدعو إلى ما دعى إليه ويذكِّر بالقرآن . قال ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه ـ : يعني : أصحاب رسُول الله صلى الله عليه وسلم كانوا على أحسن طريقةٍ ، وأقصد هداية معدن العلم ، وكنز الإيمان وجند الرَّحمن . قال عليه الصلاة والسلام ـ : " العُلمَاءُ أمَناءُ الرُّسلِ على عِبَادهِ ، حيثُ يَحْفَظُونَ ما يدْعُونَ إليْهِ " . ثم قال { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } أي : وقل : سبحان الله تنزيهاً عمَّا يشركون . { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } الذين اتَّخذوا من الله ضدًّا وندًّا . وهذه الآية تدلُّ على أنَّ علم الأصول حرفة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ـ ، وأن الله تعالى ما بعثهم إلى الخلقِ إلا لأجلها .