Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 2-2)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَءَاتَيْنَآ مُوسَى ٱلْكِتَابَ } الآية . لما ذكر الله - تعالى - في الآية الأولى إكرامه محمَّداً صلى الله عليه وسلم أنه أسرى به ، ذكر في هذه الآية إكرام موسى - عليه السلام - قبله بالكتاب الذي آتاهُ . وفي " آتيْنَا " ثلاثة أوجه : أحدها : أن تعطف هذه الجملة على الجملة السابقة من تنزيه الربِّ تبارك وتعالى ، ولا يلزمُ في عطف الجمل مشاركة في خبر ولا غيره . الثاني : قال العسكريُّ : إنه معطوف على " أسْرَى " واستبعده أبو حيَّان . ووجه الاستبعادِ : أن المعطوف على الصِّلة صلةٌ ، فيؤدِّي التقدير إلى صيرورة التركيب : سبحان الذي اسْرَى وآتينا ، وهو في قوة : الذي آتينا موسى ، فيعود الضمير على الموصول ضمير تكلُّمٍ من غير مسوِّغٍ لذلك . والثالث : أنه معطوف على ما في قوله " أسْرَى " من تقدير الخبر ، كأنه قال : أسْرَيْنا بعبدنا ، وأرَيْناهُ آيَاتنَا وآتَيْنَا ، وهو قريبٌ من تفسير المعنى لا الإعراب . قوله : " وجَعلْنَأهُ " يجوز أن يعود ضميرُ النَّصب للكتاب ، وهو الظاهر ، وأن يعود لموسى - عليه السلام - . وقوله : " لبَنِي إسْرائِيلَ " يجوز تعلقه بنفس " هُدًى " كقوله : { يَهْدِي لِلْحَقِّ } [ يونس : 35 ] ، وأن يتعلق بالجعل ، أي : جعلناه لأجلهم ، وأن يتعلق بمحذوف نعتاً لـ " هُدًى " . قوله : " ألاَّ تَتَّخِذُوا " يجوز أن تكون " أنْ " ناصبة على حذف حرف العلَّة ، أي : وجعلناه هدًى لئلاَّ تتخذوا . وقيل : " لا " مزيدة ، و التقدير : كراهة أن تتخذوا ، وأن تكون المفسرة بمعنى " أي " و " لا " ناهية ، فالفعل منصوب على الأوَّل ، مجزوم على الثاني ، وأن تكون مزيدة عند بعضهم ، والجملة التي بعدها معمولة لقولٍ مضمرٍ ، أي : مقولاً لهم : لا تتخذوا ، أو قلنا لهم : لا تتخذوا ، قاله الفارسيُّ . وهذا ظاهر في قراءة الخطاب . وهذا مردودٌ بأنه ليس من مواضع زيادة " أنْ " . وقرأ أبو عمرو " ألاَّ يَتَّخِذُوا " بياء الغيبة ؛ جرياً على قوله " لبَنِي إسْرائِيلَ " والباقون بالخطاب التفاتاً . ومعنى الآية : { وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ } ؛ لئلاَّ يتخذوا من دوني وكيلاً أي : ربًّا يكلون إليه أمورهم . و " أنْ " في قراءة من قرأ بالياء في " ألاَّ يَتَّخِذُوا " في موضع نصب على حذف الخافض ، أي : لئلاَّ يتَّخذوا ، ومن قرأ بالتاء فتحتمل " أنّ " ثلاثة أوجهٍ : أن تكون لا موضع لها ، وهي التفسيرية . وأن تكون زائدة ، ويكون الكلام خبراً بعد خبر ؛ على إضمار القول . وأن تكون في موضع نصبٍ و " لا " زائدة ، وحرف الجرِّ محذوفٌ مع " أن " قاله مكيٌّ .