Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 1-1)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اعلم أنَّ حروف المُعجمِ على نوعين : ثُنائي ، وثُلاثي ، وقد جرت العادةُ - عادةُ العرب - أن ينطقُوا بالثنائيَّات المقطوعة ممالة ، فيقولوا : بَا ، تَا ، ثَا ، وكذلك أمثالها ، وأن ينطقوا بالثلاثيَّات التي في وسطها الألف مفتوحة مشبعة ، فيقولون : دال ذال ، صاد ، ضاد ، وكذلك أشكالها . أما الزَّايُ وحدُه من بين حُروف المعجم ، فمعتادٌ فيه الأمران ؛ فإنَّ من أظهر ياءَهُ في النُّطْق حتَّى يصير ثلاثيًّا ، لم يُملهُ ، ومن لم يظهر ياءه في النطق ؛ حتَّى يشبه الثنائيَّ ، أماله . واعلم أنَّ إشباع الفتحة في جميع المواضع أصلٌ ، والإمالة فرعٌ عليه ؛ ولذلك يجوزُ إشباعُ كُلِّ ممالٍ ، ولا يجوز إمالةُ كُلِّ مُشْبَعٍ من المفتوحات . والعامَّةُ على تسكين أواخر هذه الأحرفُ المقطعة ، لذلك كان بعضُ القرَّاء يقفُ على كُلِّ حرفٍ منها وقفة يسيرة مبالغة في تمييز بعضها من بعض . وقرأ [ الحسنُ ] " كافُ " بالضمِّ ؛ كأنه جعلها معربة ، ومنعها من الصَّرف ؛ للعلميَّة والتأنيث ، وللقراء في إمالة " يَا " [ و " ها " ] وتفخيمهما ، وبعضهم يُعبِّر عن التفخيم بالضمِّ ، كما يُعبِّر عن الإمالةِ بالكسر ، وإنما ذكرته ؛ لأنَّ عبارتهم في ذلك مُوهمةٌ . وأظهر دال " صاد " قبل ذالِ " ذكرُ " نافعٌ ، وابن كثير ، وعاصم ؛ لأنه الأصل ، وأدغمها فيها الباقون . والمشهورُ إخفاءُ نون " عَيْن " قبل الصَّاد ؛ لأنها تقاربها ، ويشتركان في الفمِ ، وبعضهم يظهرها ؛ لأنها حروفٌ مقطعةٌ يقصدون تمييز بعضها من بعض .