Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 116-116)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لمَّا وصف المؤمنين بالصفاتِ الحَسَنة ، أتبعه بوعيد الكُفَّار ، ليجمع بين الوعدُ والْوَعيد ، والترغيب والترهيب . قال ابْنُ عَبَّاسٍ : يريد قريظة والنضير ؛ لأن معاندتهم كانت لأجل المال ، لقوله تعالى : في سورة البقرة { تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً } [ البقرة : 41 ] . وقيل : نزلت في مشركي قريش ؛ فإن أبا جهل كان كثير الافتخار بماله . وقيل : نزلت في أبي سفيان ؛ فإنه أنفق مالاً كثيراً على المشركين يوم بَدر وأحد . وقيل : إنها عامة في جميع الكفار ؛ لأنهم كانوا يتعززون بكثرة الأموال ، ويعيرُون الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه بالفقر ، ويقولون : لو كان محمد على الحق ، لما تركه ربه في الفقر والشدة . فالأولون قالوا : إن الآية مخصوصة ، وهؤلاء قالوا : إن اللفظ عام ، ولا دليلَ يوجب التخصيص ، وخص الأولاد ، لأنهم أقرب أنساباً إليهم . واحتجَّ أهلُ السنة بقوله : { وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } عَلَى أن فُسَّاق أهل الصلاة لا يَبقون في النار أبداً ؛ لأن هذه الكلمة تفيد الحصر ، فيقال : أولئك أصحاب زيد ، لا غيرهم ، ولما أفادت معنى : " الحصر " ثبت أن الخلودَ في النار ليس إلاَّ لـ " الكفار " .