Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 173-174)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في قوله : " الذين " ما تقدم في : " الذين " قبله ، إلا في رفعه بالابتداء . وهذه الآية نزلت في غزوة بدر الصُّغْرَى ، " روى ابن عباسٍ أن أبا سفيانَ لما عزم على أن ينصرف من المدينة إلى مَكَّةَ - قال : يا محمدُ موعدنا موسم بدر الصغرى ، فنقتتل بها - إن شِئْتَ - فقال صلى الله عليه وسلم لعمر : قُلَ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ ذَلِكَ - إنْ شَاءَ الله - فلما كان العام المقبل ، خرج أبو سفيان في أهل مكةَ ، حتى نزل " مجنة " من ناحية " مَرِّ الظهران " فألقى الله تعالى الرُّعب في قلبه ، فبدا له أن يرجعَ فلقي نُعَيم بن مسعود الأشْجَعِيّ - وقد قَدِم معتمراً - فقال أبو سفيان : يا نعيمُ ، إني واعدتُ محمداً وأصحابه أن نلتقي بموسم بدرٍ ، وإن هذا عام جَدْبٍ ، ولا يُصْلِحُنا إلا عام نَرْعَى فيه الشجر ونشرب فيه اللبنَ ، وقد بدا لي أن لا أخرج إليها ، ولكن إن خَرَجَ مُحَمّدٌ - ولم أخرُجْ - زاد بذلك جُرْأةً ، وَلأنْ يكونَ الخُلْفُ من قِبَلِهِمْ أحَبُّ إليّ من أنْ يكون من قِبَلي ، فالْحَق بالمدينة فَثَبِّطْهُمْ ، ولك عندي عشرةٌ من الإبل ، أضعها على يد سُهَيْلِ بْنِ عمرو ويضمنها . قال : فجاء سُهَيلٌ ، فقال له نعيمٌ : يا أبا يزيدَ أتضمنُ لي هذه القلائصَ ، فأنطلق إلى مُحَمَّدٍ فأثبطه ؟ قال : نَعَمْ ، فخرج نُعَيْمٌ ، حتى أتى المدينة ، فوجد المسلمين يتجهَّزون لميعاد أبي سفيان ، فقال : أين تريدون ؟ فقالوا : واعَدَنَا أبو سفيان لموسم بدر الصُّغْرَى أن نقتتل بها ، فقال : بئس الذي رأيتم ، أتَوْكُمْ في دياركم وقراركم ، فلم يفلت منكم إلا الشريد ، أفتريدون أن تخرجوا إليهم ؟ فإن ذهبتم إليهم لم يرجع منكم أحد ، وقد جمعوا لكم عند الموسم . فوقع هذا الكلام في قلوب بعضهم ، فلما عرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال : " والذي نفسُ محمدٍ بيده لأخرجنّ إليهم ولو وحدي " . فأما الجبان فإنه رجع ، وأما الشُّجَاعُ فإنه تأهَّبَ للقتالِ ، وقالوا " حسبنا الله ونعم الوكيل " . ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نحو سبعين رجلاً - فيهم ابنُ مسعود حتى وافَوْا بدر الصغرى - وهي ماء لِبَني كنانةَ ، وكانت موضعٍ سوقٍ لهم ، يجتمعون فيه كل عام ثمانية أيام - ولم يَلْقَ رسولُ الله - وأصحابه أحداً من المشركين ووافقوا السوق ، وكانت معهم نفقاتٌ وتجاراتٌ ، فباعوا واشتروا أدماً وزبيباً ، وأصابوا بالدرهم درهمين ، وانصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين . ورجع أبو سفيان إلى مكة ، وسَمَّى أهل مكة جيشه جيش السويق ، وقالوا : إنما خرجتم لتشربوا السويق . " هذا سبب نزول الآية . والمراد بـ " الناس " نُعَيم بن مسعود - في قول مجاهد وعكرمة - فهو من العامِّ الذي أرِيدَ به الخاصّ ، كقوله تعالى : { أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ } [ النساء : 54 ] يعني محمداً وحده ، وإنما جاز إطلاقُ لفظِ " الناس " على الواحد ؛ لأن الإنسانَ الواحدَ إذا كان له أتباع يقولون مثل قوله ، أو يَرْضَونَ بقوله فإنه يحسن - حينئذٍ - إضافة ذلك الفعل إلى الكل ، قال تعالى : { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا } [ البقرة : 72 ] وقال : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً } [ البقرة : 55 ] وهم لم يفعلوا ذلك ، وإنما فعله أسلافهم ، إلا أنهم لما تابعوهم وصوَّبوا فِعْلَهُمْ ، حَسُن إضافة ذلك إليهم . وقال ابنُ عَبَّاس ، ومحمد بن إسحاقَ ، وجماعة : أراد بالنّاسِ : الرَّكْبَ من بني عبد القيسِ " قد جمعوا لكم " يعني أبا سفيان وأصحابه . وقال السُّدِّيُّ : هم المنافقون ، قالوا للمسلمين - حين تجهزوا للمسير إلى بدر لميعاد أبي سفيان - : القوم قد أَتَوْكُمْ في دياركم ، فقتلوا أكثركم ، فإن ذَهَبْتُمْ إليهم لم يَبْقَ منكم أحدٌ ، لا سيما وقد جمعوا لكم جَمْعاً عظيماً " فاخشوهم " أي : فخافوهم . قوله : { فَزَادَهُمْ إِيمَاناً } في فاعل " فزادهم " ثلاثة أوجهٍ : الأول - وهو الأظهرُ - : أنه ضميرٌ يعود على المصدر المفهوم من " قال " أي فزادهم القول بكيتَ وكيتَ إيماناً ، كقوله : { ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ } [ المائدة : 8 ] . الثاني : أنه يعود على المقول - الذي هو { إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ } كأنه قيل : قالوا لهم هذا الكلام فزادهم إيماناً . الثالث : أنه يعود على " الناس " إذا أريد به فَرْدٌ واحد - كما نُقِل في سبب النزول - وهو نعيم بن مسعود الأشْجَعِيّ . واستضعف أبو حيّان الوجهين الأخيرَيْنِ ، قال : " وهما ضعيفانِ ؛ من حيثُ إنّ الأولَ لا يزيد إيماناً إلا النطقُ به ، لا هو في نفسه ، ومن حيثُ إنَّ الثاني إذا أطلقَ على المفرد لفظ الجمع مجازاً فإن الضمائر تجري على ذلك الجمع ، لا على المفرد . تقول : مفارقه شابت - باعتبار الإخبار عن الجمع - ولا يجوز : مفارقة شاب - باعتبار : مَفْرِقُهُ شَابَ " . قال شهابُ الدّين : وفيما قاله نَظَر ؛ لأن المقولَ هو الذي في الحقيقة حصل به زيادة الإيمان - وأما قولُهُ : تجري على الجمع ، لا على المفرد ، فغير مُسَلَّم ، ويعضده أنهم نَصُّوا على أنه يجوز اعتبار لفظ الجمع الواقع موقع المُثَنَّى تارةً ، ومعناه تارةً أخْرَى ، فأجازوا : رؤوس الكبشينِ قطعتهن ، وقطعتهما ، وإذا ثبت ذلك في الجمع الواقع موقع المثنى ، فليَجز في الواقع موقع المفرد . ولقائلٍ أن يفرق بينهما ، وهو أنه إنما جاز أن يراعى معنى التثنية - المعبِّر عنها بلفظ الجمع - لقربها منه ؛ من حيثُ إنّ كلاً منهما فيه ضم شيء إلى مثله . بخلاف المفرد ، فإنه بعيدٌ من الجمع ؛ لعدم الضمِّ ، فلا يلزمُ من مراعاة معنى التثنية في ذلك مراعاة معنى المفردِ . فصل قال أبو العَبّاس المُقْرئ : لفظ " الوكيل " في القرآن على وجهينِ : الأول : بمعنى المانع - كهذه الآية - ومثله قوله : { فَمَن يُجَادِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } [ النساء : 109 ] أي : مانعاً . الثاني : بمعنى : الشاهدِ ، قال تعالى : { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً } [ النساء : 81 ، 132 ، 171 ] أي : شهيداً ، ومثله قوله : { إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [ هود : 12 ] . أي : شاهد ، ومثله : { فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } [ القصص : 28 ] أي : شهيد . قوله : { وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ } [ آل عمران : 173 ] عطف " قالوا " على " فزادهم " والجملة بعد القول في محل نَصْب به . قوله : { وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } المخصوصُ بالمدحِ ، أي : الله تعالى . قوله : { فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ } في متعلق باء " بنعمة " وجهانِ : أحدهما : أنها متعلقة بنفس الفعل على أنها باء التعدية . الثاني : أنها تتعلَّق بمحذوف ، على أنَّها حال من الضمير في " انقلبوا " والباء على هذه المصاحبة ، كأنه قيل : فانقلبوا ملتبسين بنعمة ومصاحبين لها . والتقدير : وخرجوا فانقلبوا ، وحذف الخروجُ ؛ لأن الانقلابَ يدل عليه ، كقول : { أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ } [ الشعراء : 63 ] أي : فضرب فانفلق ومعنى الآية : " فانقلبوا " بعافية ، لم يلقوا عدواً " وفضل " تجارة وربح ، وهو ما أصابوا من السوق . قوله : { لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ } هذه الجملة في محل نصب على الحال - أيضاً - وفي ذي الحال وجهان : أحدهما : أنه فاعل " انقلبوا " أي : انقلبوا سالمين من السوء . الثاني : أنه الضمير المستكن في " بنعمة " إذا كانت حالاً ، والتقدير : فانقلبوا منعَّمينَ بريئينَ من السوء . والعاملُ فيها : العامل في بنعمة فهما حالان متداخلتان ، والحال إذا وقعت مضارعاً منفياً بـ " لم " وفيها ضمير ذي الحال جاز دخول الواو وعدمه فمن الأول قوله تعالى : { أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ } [ الأنعام : 93 ] وقول كعب : [ البسيط ] @ 1691 - لا تَأخُذَنِّي بِأقْوالِ الوُشَاةِ وَلَمْ أذْنِبْ وَلَوْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقَاوِيلُ @@ ومن الثَّاني هذه الآية ، وقوله : { وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً } [ الأحزاب : 25 ] وقول [ قيس ] بن الأسلت : @ 1692 - وَأضْرِبُ الْقَوْنَسَ يَوْمَ الْوَغَى بِالسَّيْفِ لَمْ يَقْصُرْ بِهِ بَاعِي @@ وبهذا يُعْرَف غَلَط الأستاذ ابن خروف ؛ حيث زعم أنّ الواوَ لازَمةٌ في مِثْلِ هَذَا ، سواء كان في الجملة ضمير ، أو لَمْ يَكُنْ . قوله : { وَٱتَّبَعُواْ } يجوز في هذه الجملة وجهانِ : الأول : أنها عطف على " انقلبوا " . الثاني : أنها حال من فاعل " انقلبوا " - أيضاً - ويكون على إضمار " قد " أي : وقد اتبعوا . فصل قال القرطبيُّ : " وقد اختلف العلماء في زيادة الإيمان ونُقْصانه على أقوال ، والعقيدة في هذا على أن نفس الإيمان - الذي هو تاج - واحدٌ ، وتصديق واحد بشيء ما إنما هو معنى مفرد ، لا يدخل معه زيادة إذا حصل ، ولا يبقى منه شيء إذا زال ، فلم يَبْقَ إلا أن تكون الزيادة والنقصان في متعلقاته ، دون ذاتِهِ . ومعنى الآية : زادهم قولُ الناسِ إيماناً ونُصْرَةً ويقيناً في دينهم ، وإقامة على نُصْرَته ، وقوةً وجرأةً واستعداداً ، فزيادة الإيمان - على هذا - هي في الأعمال " . قال ابنُ الخطيب : المرادُ بالزيادَةِ في الإيمان أنهم لما سمعوا هذا الكلامَ المخوِّف لم يلتفتوا إليه ، بل حدث في قلوبهم عَزْمٌ متأكد على محاربة الكفار وعلى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يأمر به وينهى عنه - ثقل ذلك أو خَفَّ - لأنه قد كان فيهم مَنْ به جراحاتٌ عظيمةٌ ، وكانوا محتاجين إلى المداواةِ ، وحدث في قلوبهم وثوق بأنَّ الله ينصره على أعدائهم ويؤيدهم في هذه المحاربة ، فهذا هو المراد من قوله : { فَزَادَهُمْ إِيمَاناً } . فصل هذه الواقعةُ تدل دلالة ظاهرةً على أن الكل بقضاء وقَدَره ؛ وذلك لأن المسلمين كانوا قد انهزموا من المشركين يوم أحُدٍ ، والعادة جارية بأنه إذا انهزم أحد الخصمينِ عن الآخر ، فإنه يحصل في قلب الغالب قوة وشدة استيلاء ، وفي قلب المغلوب انكسار وضعف ، ثم إنه - سبحانه وتعالى - قَلَبَ القضية ها هنا ، فأودع قلوبَ الغالبين - وهم المشركونَ - الخوفَ والرعبَ ، وأودع قلوبَ المغلوبين القوةَ والحميةَ والصلابةَ ، وذلك يدل على أن الدواعي والصوارفَ من الله تعالى ، وأنها متى حدثت في القلوبِ وقعت الأفعال على وفقها . ثم قال تعالى : { وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } والمعنى : أنهم كلما ازدادوا إيماناً في قلوبهم أظهروا ما يطابقه ، فقالوا : { حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } قال ابن الأنْبَارِيّ : { حَسْبُنَا ٱللَّهُ } أي : كافينا الله . ومثله قوله امرئ القيس : [ الوافر ] @ 1693 - فَتَملأ بِيْتَنَا أقِطاً وَسَمْناً وَحَسْبُكَ مِنْ غَنًى شِبَعٌ وَرِيّ @@ أي : يكفيك الشَّبَعُ والرَّيُّ . وأما " الوكيل " ففيه أقوالٌ : أحدُهَا : أنه الكفيل . قال الشاعر : [ الطويل ] @ 1694 - ذَكَرْتُ أبَا أروَى فَبِتُّ كَأَنَّنِي بِرَدِّ الأمُورِ الْمَاضِيَاتِ وَكِيلُ @@ الثاني : قال الفرّاء : الوكيل : الكافي ، والذي يدل على صحة هذا القول أن " نِعْمَ " سبيلها أن يكون الذي بعدها موافقاً قبلها ، تقول : رازقنا الله ونعم الرازق ، وخالقنا الله ونعم الخالقُ ، وهذا أحسنُ من قول مَنْ يقول : خالقنا الله ونعم الرازقُ ، فكذا ههنا تقدير الآية : يكفينا الله ونعم الكافي . الثالث : " الوكيل " فعيل بمعنى مفعول ، وهو الموكول إليه . والكافي والكفيل يجوز أن يُسَمَّى وكيلاً ؛ لأن الكافيَ يكون الأمرُ موكولاً إليه ، وكذا الكفيلُ يكون الأمر موكولاً إليه . ثم قال : { فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ } قال مجاهدٌ : النعمة - هنا - العافية ، والفَضْل : التجارة . وقيل : النعمة : منافع الدنيا ، والفَضْل : ثواب الآخرة . قوله : { لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ } أي : لم يصبهم قَتْلٌ ولا جِرَاحٌ - في قول الجميع - { وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ } طاعة الله ، وطاعة رسوله ، { وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } قد تفضل عليهم بالتوفيق فيما فعلوا . روي أنهم قالوا : هل يكون هذا غَزْواً ؟ فأعطاهم الله ثوابَ الغَزْوِ . واختلف أهْلُ المغازي ، فذهب الواقديُّ إلى تخصيص الآية الأولى بـ " حمراء الأسد " والثانية بـ " بدر الصغرى " . ومنهم مَنْ جَعَل الآيتين في واقعة بدرٍ الصُّغْرَى ، والأول أوْلَى ؛ لأن قوله تعالى : { مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ } [ آل عمران : 172 ] يدل على قُرْب عهدهم بالقَرْح .