Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 36-40)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَن يَعْشُ } العامة على ضم الشين من عَشَا يَعْشُو ، أي يَتَعَامَى ، ويَتَجَاهَلُ . وعن ابن عباس وقتادة ويَحْيَى بْنِ سَلاَّم بفتح الشين بمعنى يَعْمَ ، يقال : عَشِيَ يَعْشَى عَشاً إذَا عَمِيَ ، فَهُوَ أَعْشَى ، وامرأَةٌ عَشْوَاء . وزيد بن علي يَعْشُو بإثبات الواو . وقال الزمخشري : على أن من موصولة ، وحق هذا أن يقرأ نُقَّيِّضُ بالرفع . قال أبو حيان : ولا يتعين موصوليتُها ، بل يخرج على وجهين ، إما تقدير حذف حركة حرف العلة ، وقد حكاها الأخفش لغةً ، وتقدم منه في سورة يُوسُفَ شواهدُ . وإما على أنه جُزِمَ بمَنْ المَوْصُولَة تشبيهاً لها بمَنْ الشَّرْطيَّة . قال : وإذا كانوا قد جزموا بالذي وليس بشرط قَط فأولى بما استعمل شرطاً وغير شرط ، وأنشد : @ 4402ـ وَلاَ تَحْفِرَنْ بئْراً تُريدُ أَخاً بِهَا فَإنَّكَ فِيهَا أَنْتَ مِنْ دُونِـهِ تَقَـعْ كَذَلِـكَ الَّـذِي يَبْغِـي عَلَـى النَّاسِ ظَالِمـاً تُصِبْهُ عَلَى رَغْمٍ عَواقِبُ مَا صَنَعْ @@ قال : وهو مذهب الكوفيين ، وله وجه من القياس ، وهو أنَّ " الذي " أشْبَهَتْ اسم الشرط في دخول الفاء في خبرها ، واسم الشرط في الجزم أيضاً ، إلا أن دخخول الفاء منقاسٌ بشرطه وهذا لا يَنْقَاسُ . ويقال : عَشَا يَعْشُوا ، وَعشِيَ يَعْشَى ، فبعضهم جعلهما بمعنًى . وبعضهم فرق بأن عَشِيَ يَعْشَى ، إذا جعلت الآفة في بصره ، وأصله الواو . وإنما قبلت ياء ، لانكسار ما قبلها ، كَرَضِيَ يَرْضَى . وعَشَا يَعْشُو أي تفاعل ذلك ، ونَظَرَ نَظَرَ العُشْي ، ولا آفة ببصره . كما قال : عَرِجَ لمن به آفة العرج . وعَرَجَ لمن تعارج ومشى مِشْيَة العرْجَانِ . قال ( رحمةُ اللهِ عليه ) ـ : @ 4403ـ أَعْشُـو إِذَا مَـا جَارَتِي بَـرَزَتْ حَتَّى يُـوارِي جَـارَتِي الخِـدْرُ @@ أي أنظر نظر العُشْي ، وقال آخر : @ 4404ـ مَتَى تَأْتِـهِ تَعْشُـوا إلى ضَوْءِ نَارِهِ تَجِدْ خَيْـرَ نَارٍ عِنْدَهَا خَيْرُ مُوقِـدِ @@ أي ينظر نظر العُشي لضعف بصره من كثرة الوقُود . وفرّق بعضهم : بأن عشوت إلى النار إذَا استدللت عليها بنظر ضعيف . وقال الفَرَّاء عَشَا يَعْشُوا : يُعْرِضُ ، وعَشِيَ يَعْشَى عَمِيَ ، إلا أن ابن قتيبةَ قال : لم نَرَ أحداً حكى : عَشَوْتُ عَنِ الشيء ، أعْرَضْتُ عنه ، وإنما يقال : تَعَاشَيْتُ عن كَذَا ، إذا تَغَافَلْت عنه وتَعَامَيْت . قوله : " نُقَيِّضْ " قراءة العامة بنون العظمة وعَلِيّ بن أبي طالب ، والأعمش ويعقوبُ ، والسُّلَمِيّ ، وأبو عَمْرو ، وعاصمٌ في روايةٍ عنهما : يُقَيِّضْ بالياء من تحت . أي يُقَيِّض الرحمنُ . و " الشيطان " نصب في القراءتين وابن عباس ( رضي الله عنهما ) يُقيِّضَّ مبنياً للمفعول شَيْطَانٌ بالرفع قائم مقام الفاعل . فصل { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } أي يُعْرِض عن القرآن ، وقيل : يُعرض عن الله ، فلم يخفْ عقابه ولم يرجُ ثَوَابَه ، يقال : عَشَوْت إلى النار ، أَعْشُو عَشْواً ، إذا قصدتها مُبْتَدِياً ، وعَشَوْتُ عَنْهَا إذا أعرضت عنها ، كما يقال : عدلت إلى فُلاَن ، وعدلت عنه أي مِلْتُ إلَيْهِ ، ومِلْتُ عَنْهُ . قال القرطبي : تولية ظهره ، كقوله : { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } [ البقرة : 18و171 ] وقال الخليل : أصل العَشْوِ النظر ببصرٍ ضعيف . وأما القراءة بالضم فمعناه : يَتَعَامَ عن ذكره أي يعرف أنه الحق ويتجاهل ويَتَعَامى ، كقوله تعالى : { وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً } [ النمل : 14 ] . { نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً } أي نضمه إليه ، ونسلطه عليه { فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } لا يفارقه ، يزين له العَمَى ويخيل إليه أنه الهدى . قوله : { وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } . " وإنهم " يعني الشياطين { ليصدونهم عن السبيل } أي يمنعونهم عن الهدى . وذكر الشياطين والإنسان بلفظ الجمع ، لأن قوله { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً } يفيد الجمع وإن كان اللفظ على الواحد . قال أبو حيان : الظاهر أن ضَمِيري النصب في { وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ } عائدان على " مَنْ " من حيث معناها راعى لفظها أولاً ، فأفرد ( في ) " له " ثم راعى معناها فجمع في قوله : { وإنهم ليصدونهم } والضمير المرفوع على الشيطان لأن المراد به الجنس ولأن كل كافر معه قرين . وقال ابن عطية : إن الضمير الأول للشياطين ، والثاني للكفار والتقدير : وإن الشياطينَ ليصدون الكفار العاتين ، ويحسبون أنهم مهتدون أي ويحسب كفارُ بني آدم أنهم على الهُدَى . قوله تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا } قرأ أبو عمرو والأخوان وحفص " جاءنا " بإسناد الفعل إلى ضمير مفرد يعود على لفظ " من " وهو العاتِي ، وحينئذ يكون هذا مما حمل فيه على اللفظ ، ثم على المعنى ثم على اللفظ ، فإنه حمل أولاً على لفظها في قوله : " نُقَيِّضْ لَهُ … فَهُوَ لَهُ " ثم جمع على معناها في قوله : { وإنهم ليصونهم } … ويحسبون أنهم ثم رجع إلى لفظها في قوله : " جَاءَنَا " والباقون : " جاءانا " مسنداً إلى ضمير تثنية ، وهما العاتِي وقرينه جُعلا في سلسلة واحدة فحينئذ يقول الكافر لقرينه { يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ } أي بعد ما بين المشرق والمغرب ، فغُلِّبت إحدَاهُما على الآخر ، كالقمرين والعمرين قال الفرزدق : @ 4405ـ … لَنَـا قَمَرَاهَـا وَالنُّجُـومُ الطَّوَالِـعُ @@ ويقولون للكوفة والبصرة : البَصْرَتَان ، والغَدَاةِ والعَصْر : العصران ، ولأبي بكر ، وعمر : العُمرَان وللماء والثمر : الأسْوَدَان وقيل : أراد بالمشرقين : مَشْرِق الصيف ومشرق الشتاء والأول أصلح . وقيل : بُعْدُ المشْرِقَيْنِ مِن المَغْرِبَيْنِ . وقال ابن الخطيب : إن أهل النجوم يقولون : إن الحركة التي تكون من المشرق إلى المغرب هي حركة الفَلَك الأعظم ، والحركة التي من المغرب إلى المشرق هي حركة الكواكب الثابتة والأفلاك المميلة والسيارات سوى القمر ، وإذا كان كذلك المشرق والمغرب كل واحد منهما مشرِق بالنسبة إلى شيء ومغرب بالنسبة إلى شيء آخر . فثبت أن إطلاق لفظ المشرق على كل واحد من الجهتين حقيقة ثم ذكر وجهاً آخرَ ، وهو أن الحِسَّ يدل على أن الحركة اليومية إنما تحصل بطلوع الشمس من المشرق إلى المغرب ، وأما من المغرب فإنه يظهر في أول الشهر في جانب المغرب ، ثم لا يزال يتقدم إلى جانب المشرق وذلك يدل على أن حركة القمر من المغرب . وإذا ثبت هذا بالجانب المسمى بالمَشْرِق ، فإنه مشرق الشمس ولكنه مغرب القمر . وأما الجانب المسمَّى بالمغرب فإنه مشرق القمر ولكنه مغرب الشمس ، وبهذا التقدير يصح تسمية المشرق والمغرب بالمشرقين . قال : " ولعل هذا الوجه أقرب إلى مطابقة اللفظ من سائر الوجوه " . وهذا ليس بشيء ، فإن ظهور القمر من المغرب ما كان لكونه أشرق من المغرب إنما كان ظهورها لغيبوبة شُعَاع الشَّمْسِ عنه ، وإنما كان إشراقه وظهوره من المشرق الحقيقي ولكنه كان مختفياً بشعاع الشمس . قوله : { فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ } والمخصوص بالذم محذوف أي أنت . قال أبو سعيد الخدري : " إذا بعث الكافر زوج بقرينه من الشياطين فلا يفارقه حتى يصير بِهِ إلى النار " . قوله : { وَلَن يَنفَعَكُمُ } في فاعله قولان : أحدهما : أنه ملفوظ به وهو " أنَّكُمْ " وما في خبرها التقدير : ولن ينفعكم اشتراكُكُمْ في العذاب بالتأسِّي كما ينفعكم الاشتراك في مصائب الدنيا فيتأسى المصَاب بمِثْلِهِ . ومنه قول الخنساء : @ 4406ـ وَلَوْلا كَثْرَةُ البَاكِينَ حَوْلِي عَلَـى مَوْتَـاهُمُ لَقَتَلْـتُ نَفْسِـي وَمَـا يَبْكُـونَ مِثْـلَ أَخِـي وَلكِـنْ أُعَـزِّي النَّفْـسَ عَنْهُـمْ بِالتأَسِّـي @@ والثاني : أنه مضمر ، فقدره بعضهم ضمير التمني ، المدلول عليه بقوله : " يَا لَيْتَ بَيْنِي " أي لن ينفعكم تمنيكم البُعْد . وبعضهم : لن ينفعكم اجتماعكم . وبعضهم : ظلمكم ، وجحدكم . وعبارة من عبّر بأن الفاعل محذوف مقصوده الإضمار المذكور لا الحذف ؛ إذ الفاعل لا يحذف إلا في مواضع ، ليس هذا منها وعلى هذا الوجه يكون قوله : " أنكم " تعليل ، أي لأنَّكُمْ ، فحذف الخافض ، فجرى في محلها الخلاف ، أهو نصب أم جر ؟ ويؤيد إضمار الفاعل لا أنه هو إنكم قراءة إنكم بالكسر فإنه استئناف مفيد للتعليل . قوله : " إذْ ظَلَمْتُمْ " قد استشكل المعربون هذه الآية ، ووجهه هو أن قوله ( اليوم ) ظرف حالي و " إذْ " ظرف ماض ، و " ينفعكم " مستقبل ، لاقترانه بلن ، التي لنفي المستقبل ، والظاهر أنه عامل في الظَّرْفَيْنِ ، وكيف يعمل الحدث المستقبل الذي لم يقع بعد في ظرف حاضر أو ماض ؟ ! هذا ما لا يجوز . وأجيب : عن إعماله في الظرف على سبيل قربه منه ، لأنَّ الحال قريب من الاستقبال ، فيجوز في ذلك ، قال تعالى : { فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ } [ الجن : 9 ] ، وقال الشاعر : @ 4407ـ … سَأسْعَـى الآنَ إِذْ بَلَغَـتْ إنَاهَـا @@ وهو إقناعي ، وإلا فالمستقبل يستحيل وقوعه في الحال عقلاً . وأما قوله : " إذْ " ففيها للناس أوجه كثيرة : قال ابن جني : راجعت أبا علي فيها مراراً ، وآخر ما حصلت منه أن الدنيا والآخرة متصلتان ، وهما سواء في حكم الله تعالى وعلمه . " فَإِذْ " بدل من " اليوم " حتى كأنه مستقبل ، أو كأن اليوم ماض . وإلى هذا نحا الزمخشري ، قال : " وإذْ بدل من اليوم " وحمله الزمخشري على معنى إذ تَبَيَّنَ وصح ظلمكم ولم يبق لأحدٍ لكم شُبْهَة في أنكم كنتم ظالمين ونظيره : @ 4408ـ إِذَا انتَسَبْنـا لَـمْ تَلِدْنِـي لئيمـةٌ … @@ أي تبين أني ولد كريمة . قال أبو حيان : ولا يجوز البدل ما دامت إذ على موضوعها من المُغَيَّا فإن جعلت لمطلق الزمان جاز . قال شهاب الدين : " لم يُعْهد في إذ أنها تكون لمطلق الزمان بل هي موضوعة لزمان خاص بالمضي كَأَمْسِ . الثاني : أن في الكلام حذف مضاف تقديره : " بَعْدَ إِذْ ظَلَمْتُمْ " . الثالث : أنها للتعليل ، وحينئذ تكون حرفاً للتعليل كاللاّم . الرابع : أن الفاعل في " إذ " هو ذلك الفاعل المقدر ، لا ضميره ، والتقدير : ولن يَنْفَعَكُمْ ظلمُكُم أو جُحُودكم إذْ ظَلَمْتُمْ . الخامس : أن العامل في إذْ ما دل عليه المعنى كأنه قال : ولكن لن ينفعكم اجتماعُكُمْ إذْ ظَلَمْتُمْ . قاله الحَوْفيُّ . ثم قال : وفاعل ينفعكم الاشتراك انتهى . وظاهر هذا متناقض ، لأنه جعل الفاعل أولاً اجتماعكم ثم جعله أخِراً الاشتراك . ومنع أن يكون " إذْ " بدلاً من " اليوم " لِتَغَايُرِهما في الدَّلالة . وفي كتاب أبي البقاء : وقيل : إذْ بمعنى " إنْ " أي إن ظلمتم . ولم يقيدها بكونها أَن بالفتح أو الكسر . ولكن قال أبو حيان : " وقيل : إذ للتعليل حرف بمعنى أَنْ ، يعني بالفتح . وكأنه أراد ما ذكره أبو البقاء إلا أن تسميته " أَنْ " للتعليل مجازاً ، فَإِنَّها على حذف حرف العلة أي لأَنْ ، فلمصاحبتها لها والاستغناء بها عنها سمَّاها باسمها . ولا ينبغي أن يعتقد أنها في كتاب أبي البقاء بالكسر على الشرطية ، لأن معناه بعيدٌ . وفي كتاب مجاهِدٍ : أن ابن عامر قرأ : إنكم بالكسر ، على الاستئناف المفيد للعلة وحينئذ يكون الفاعل مضمراً على أحد التقادير المذكورة . فصل المعنى : { وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ } في الآخرة " إذْ ظَلَمْتُمْ " أشركتم في الدنيا { أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } أي لا ينفعكم الاشتراك في العذاب ولا يخفف الاشتراك عنكم ؛ لأن لكل واحد من الكفار والشياطين الحَظَّ الأوفر من العذاب . وقال مقاتل : لن ينفعكم الاعتذار والندم اليومَ ، فأنتم وقرناؤكم اليوم مشتركون في العذاب ، كما كنتم في الدنيا تشتركون . واعلم أنه تعالى بين أن الشركة في العذاب لا تفيد التخفيف ، كما كان يفيده في الدنيا ، والسبب فيه وجوه : الأول : أن ذلك العذاب الشديد عظيم ، واشتغال كل واحد بنفسه يذهله عن حال الآخر ، فلا جَرَمَ لم تفد الشركة خفةً . الثاني : إذا اشترك الأقوام في العذاب ، أعان كل واحد منهم صاحبه بما مقدر عليه ليحصل بسببه بعض التخفيف . وهذا المعنى متبدّد في القيامة . الثالث : أن جلوس الإنسان مع قرينه يُفيده أنواعاً كثيرة من السلوة . فبين تعالى أن الشيطان وإنْ كَانَ قريناً له ، إلا أن مجالسته في القيامة لا توجب السلوة وخفة العقوبة . قوله ( تعالى ) : { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ … } لما وصفهم في الآية المتقدمة بالعشي وصفهم في هذه الآية بالصمَمِ والعَمَى . وما أحسن هذا الترتيب ، وذلك أن الإنسان في أول اشتغاله يطلب الدنيا يكون كمن حصل بعينه رَمدٌ ضعيف ، ثم لما كان اشتغاله بتلك الأعمال أكثر كان مَيْلُهُ إلى الجُسمانيَّات أشد ، وإعراضه عن الروحانيات أكمل ؛ لأن كثرة المواظبة على الشيء توجب حصول الملكة اللاّزمة لينتقل الإنسان من الرمد إلى أن يصير أعشى ، فإذا واظب على تلك الحال انتقل من كونه أعشى إلى كونه أعمى . روى أنه عليه الصلاة والسلام ، كان يجتهد في دعاء قومه ، وهم لا يزيدون إلا تصميماً على الكفر وعِناداً في الغي فقال الله تعالى : { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ } بمعنى أنهم في النفرة عنك وعن دينك بحيث إذا أسمعتهم القرآن كانوا كالصُّمِّ ، وإذا أريتهم المعجزات كانوا كالعمي .