Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 17-33)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ … } لما بين أن كفار مكة يُصِرُّونَ على كفرهم بين أن كثيراً من المتقدمين أيضاً كانوا كذلك ، وبين حصول هذه الصفة في أكثر قوم فرعون . قوله : " وَلَقَدْ فَتَنَّا " بالتشديد على المبالغة ، أو التكثير لكثرة متعلّقه . " وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ " يحتمل الاستئناف والحال . فصل قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ) ـ : ابتلينا . وقال الزجاج : بلونا والمعنى : عاملناهم معاملة المختبر ببعث الرسول إليهم { وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } أي موسى بن عمران . قال الكلبي : كريم على ربه بمعنى أنه استحق على ربه أنواعاً كثيرة من الإكرام . قوله تعالى : { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ } يجوز أن تكون المفسرة ، لتقدم ما هو بمعنى القول ، وأن تكون المخففة ، ومعناه : وجاءهم بأَنَّ الشأنَ والحَدِيثَ : أَدّوا إِلي عِبَادَ اللهِ ، وأن تكون الناصبة للمضارع وهي توصل بالأمر وفي جعلها مخففة إشكال تقدم ، وهو أن الخبر في هذا الباب لا يقع طلباً وعلى جعلها مصدرية تكون على حذف حرف الجر ، أي جَاءَهُمْ بأَنْ أدَّوا و " عِباد الله " يحتمل أن يكون مفعولاً به وبذلك أنه طلب منهم أن يؤدوا إليه بني إسرائيل ، بدليل قوله : { فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } [ الأعراف : 105 ] وأن يكون منادّى ، والمفعول محذوف أي أعطوني الطاعة يا عباد الله . وعلل بأنه رسول أمين قد ائتمنه اله على وحيه ورسالته . قوله : " وأَن لا تعلوا " عطلف على " أَنِ " الأولى ، والمعنى لا تتكبّروا على الله بإهانة وحيه ورسولِهِ { إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } بحجة بينة يعرف بصحتها كُلُّ عاقل . والعامة على كسر الهمزة من قوله " إنِّي آتِيكُمْ " على الاستئناف . وقرىء بالفتح على تقدير اللام أي وأَنْ لاَ تَعْلُوا لأنِّي آتيكم . قوله : { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } وقوله : " إنِّي عُذْتُ " مستأنف . وأدْغم الذال في التاء أبو عمرٍو والأَخَوَانِ . وقد مضى توجيهه في " طه " عند قوله : " فَنَبَذْتُهَا " . فصل قيل : إنه لما قال : { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ … } توعدوه بالقتل ، فقال : وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون أي تقتلوني ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما أن ترجموني بالقول وهم الشتم وتقولوا : هو ساحر . وقال قتادة : " تَرْجُمُونِي بالحِجَارة " . وإن لم تؤمنوا لي أي تصدقوني ولم تؤمنوا بالله ، لأجل ما آتيتكم به من الحجة ، فاللام في " لِي " لام الأجل " فَاعْتَزِلُون " أي اتركوني ، لا مَعِي ، ولا عَلَيَّ . وقال ابن عباس ( رضي الله عنهما ) : فاعْتَزِلُوا أذايَ باليد واللسان . قوه : " فَدَعَا رَبَّهُ " الفاء في " فدعا " تدل على أنه متصل بمحذوف قبله ، وتأويله أنَّهُمْ كفروا ولم يؤمنوا فدعا موسى ربه بأن هؤلاء قَوْمٌ مُجْرِمُونَ . فإن قيل : الكفر أعظم حالاً من الجرم فما السبب في أن جعل الكفار مجرمين حال ما أراد المبالغة في ذمهم ؟ . فالجواب : أن الكافر قد يكون عدلاً في دينه ( وقد يكون فاسقاً في دينه ) والفاسق في دينه أَخسُّ الناس . قوله : " أَنَّ هَؤلاَءِ " العامة على الفتح ، بإضمار حرف الجر ، أي دَعَاهُ بأنَّ هؤلاء . وابن أبي أسحاق وعيسى ، والحسن ، بالكسر ، على إضمار القول عند البصريين وعلى إجراء " دعى " مجرى القول عند الكوفيين . قوله : " فَأَسْرِ بِعبَادِي " قد تقدم قراءتا الوَصْلِ والقَطْع . وقال الزمخشري فيه وجهان : إضمار القول بعد الفاء . أي فقال : أَسْرِ بِعبَادِي ، أو جواب شرط مقدر كأنه قال : إن الأمر كما تقول فَأَسْرِ بِعِبَادِي . قال أبو حيان : كثيراً ما يدعي حذف الشرط ، ولا يجوز إلا لدليل واضح كأن يتقدمه الأمر وما أشْبَهَهُ . فصل يقال : سَرَى ، وأَسْرَى لغتان ، لما قال موسى : إنَّ هؤلاء قَوْمٌ مُجْرِمُونَ أجاب الله تعالى دعاءه وأمره أن يسري فقال : " فَأسْرِ بِعِبَادِي " أي بني إسرائيل { لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } أي يتبعكم فرعون وقومه وذلك بسبب هلاكهم . قوله : { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً } يجوز أن يكون " رهواً " مفعولاً ثانياً ، على أن ترك بمعنى صَيَّر وأن يكون حالاً على أنها ليست بمعناها . والرهو : قيل : السكون ، فالمعنى اتْرُكْهُ سَاكناً ، يقال رَهَا ، يَرْهُو ، رَهْواً ، ومنه : جَاءَت الخَيْلُ رَهْواً . قال النابغة : @ 4424ـ وَالخَيْلُ تَمْرَحُ رَهْواً فِي أَعِنَّتِهَا كَالطَّيْرِ يَنْجُو مِنَ الشُؤْبُوبِ ذي البَرَدِ @@ وَرَهَا يَرْهُو في سَيْرهِ أي رَفَقَ ، قال القطامِيُّ : @ 4425ـ يَمْشِينَ رَهْواً فَلاَ الأَعْجَازُ خَازِلَةٌ وَلاَ الصُّدُورُ عَلَى الأَعْجَازِ تَتَّكِـلُ @@ وعن أبي عبيدة : رهواً أي اتركه منفتحاً فُرَجاً على ما تركته . روي أنه لما انفلق البحر لموسى ، وطلع منه خاف أن يتبعه فرعون فأراد أن يضربه ليعود حتى لا يلحقوه ، فأمر أن يتركه فرجاً . وأصله من قولهم : رَهَا الرَّجُلُ يَرْهُو رَهْواً فتح ما بين رجليه ( قال مقاتل : اترك البحر رهواً أي راهياً يعني ساكناً . فأصل الرهو السكون ، فسمي بالمصدر أي ذا رهو . وقال كعب : اترك طريقاً يابساً ) . والرَّهْوُ والرَّهوَةُ المكان المرتفع أو المنخفض يجتمع فيه الماء فهو من الأضداد . والرهوة المرأة الواسعة الهن . والرهو طائر يقال له الكُرْكِيَّ . وقد تقدم الكلام في الشعراء على نظير : { كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ } . قوله : " وَمَقَامٍ " العامة على فتح الميم ، وهو اسم مكان القيام . وابن هُرْمُز ، وقتادةُ ، وابنُ السمقيع ونافع في رواية خارجة : بضمها اسم مكان الإقامة . والنَّعْمَة بالفتح نَضَارة العَيْشِ ولَذَاذَتُهُ . ( قال الزمخشري : النعمة بالفتح من التَّنعُّم ، والنِّعمة بالكسر الإنعام . وقيل : النَّعمة بالفتح هي المال والزينة كهذه الآية ، ومثله : { وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ } [ المزمل : 11 ] . وقوله { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي } [ فصلت : 50 ] أي مالاً بعد فَقْرٍ ) . والجمهور على جرها . ونصبها أبو رجاء عطفاً على " كَمْ " أي تركوا كثيراً من كذا ، وتركوا نَعْمَةً . قوله : " فَاكِهِينَ " العامة على الألف أي طيّبي الأنْفُسِ ، أو أصحاب فاكهة كَلاَبنٍ وتَامِرٍ وقيل : فاكهين : لاهِينَ . وقرأ الحسن وأبو رجاء : فَكِهينَ ، أي مستخفين مستهزئين بنعمة الله . قال الجوهري : يقال : فَكِهَ الرَّجُلُ بالكسر فَهُوَ فَكِهٌ ، إذا كان مَزَّاحاً . والفكه أيضاً الأشر البَطِر . قوله : " كذلك " يجوز أن تكون الكاف مرفوعة المحل , خبراً لمبتدأ مضمرٍ ، أي الأمر كذلك . وإليه نحا الزجاج ، ويجوز أن تكون منصوبة المحلّ ، فقدرها الحَوْفِيُّ أهْلَكْنَا إهلاكاً ، وانتقمنا انتقاماً كذلك . وقال الكلبي : كذلك أفعَل بمن عصا . وقيل : تقديره : يَفْعَلُ فِعْلاً كَذَلِكَ . وقال أبو البقاء : تَرْكاً كذلك ، فجعله نعتاً للتَّرْك المحذوف ، وعلى هذه الأوجه كلها يوقف على " كذلك " ، ويبتدأ : " وَأَوْرَثْنَاهَا " ( قَوْماً آخَرِينَ ) . ( وقال الزمخشري : الكاف منصوبة على معنى مثل ذلك الإخراج أخرجناهم منها ، وأورثنا قَوْماً آخرين ) ، ليسوا منها يعني بني إسرائيل ، فعلى هذا يكون : " وَأَوْرَثْنَاهَا " معطوفاً على تلك الجملة الناصبة للكاف فلا يجوز الوقف على " كَذَلِكَ " حِينئِذٍ . قوله : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ } يجوز أن يكون استعارة ، كقول الفرزدق : @ 4426ـ وَالشَّمْسُ طَالِعةٌ لَيْسَتْ بكَاسِفَةٍ تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالقَمَرَا @@ وقال جرير : @ 4427ـ لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ سُور المَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الخُشَّعُ @@ وقال النابغة : @ 4428ـ بَكَى حَارِثُ الجَوْلاَنِ مِنْ فَقْدِ رَبِّهِ وَحَوْرَان مِنْهُ خَاشِعٌ مُتَضَائِلُِ @@ فصل روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَا مِنْ عَبْدٍ إلاَّ وَلَهُ فِي السَّمَاءِ بَابَانِ ، بابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ رِزْقَُه ، وبَابٌ يَدْخُلُ مِنْهُ عَمَلُهُ . فَإذَا مَاتَ وَفَقَدَاهُ بَكَيَا عَلَيْهِ " ، وتَلاَ هذه الآية ، وذلك لأنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحاً فتبكي عليه ، ولم يكن يصعد لهم إلى السماء كلامٌ طيب ، ولا عمل صالح فتبكي عليهم . وقيل : التقدير : فما بكت عليهم أهْلُ السماء والأرض ، فحذف المضاف والمعنى : فما بكت عليه الملائكة ، ولا المؤمنون بل كانوا لهلاكهم مسرورين . وقيل : إن العادة جرت بأن يقولوا في هلاك الرجل العظيم الشأنِ إنه أظلمت له الدنيا ، وكسفت الشمس والقمر لأجله ، وبكت السماء والريح والأرض . يريدُونَ المبالغة في تعظيم تلك المصيبة لا نفس هذا الكتاب . وقال الزمخشري : ذكر هذا على سبيل السخرية بهم يعني أنهم كانوا يستعظمون أنفسهم ويعتقدون أنهم لو ماتوا لبكت عليهم السماء والأرض ، ولم يكونوا بهذا الحَدِّ ، بل كانوا دون ذلك ، فذكر هذا تهكماً بهم . وقال عطاء : بكاء السماء حُمْرَةُ أطرافِهَا . وقال السدي : لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما بكت عليه السماء وبكاؤها حُمْرَتُها { وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ } أي لما جاء وقت هلاكِهم لم ينظروا إلى وقت آخر لتوبةِ وتدارك تقصيرٍ . قوله تعالى : { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ } وهو قتل الأبناء واستحياء النساء والتعب في العمل . واعلم أن رفع الضرر مقدم على إيصال النفع ، فبدأ تعالى ببيان رفع الضرر عنهم فقال : { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ } . قوله : " من فرعون " فيه وجهان : أحدهما : أنه بدل من " العذاب " ، إمَّا على حذف مضاف ، أي من عَذَابِ فِرْعَوْنَ ، وإما على المبالغة جعل نفس العذاب ، فأبدله منه . والثاني : أنه حال من العذاب تقديره : صادراً مِنْ فِرْعَوْنَ . وقرأ عبد الله : مِنْ عَذَاب المُهِينِ ، وهي من إضافة الموصوف لصفته ، إذ الأصل : العذاب المهين كالقراءة المشهورة . وقرأ ابن عباس ( رضي الله عنهما ) مَنْ فِرْعَوْنُ ؟ بفتح الميم " من " ورفع فرعون على الابتداء والخَبَر ، وهو استفهام تحقير ، كقولك : مَنْ أَنْتَ وَزَيْداً ؟ ثم بين حالة بالجملة بعد قوله : { إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } . والتقدير : هل تعرفون من هو في عُتُوه وشَيْطَنَته ؟ ثم عرف حاله بقوله : { إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } أي كان عالي الدرجة في طبقة المسرفين ، ويجوز أن يكون المراد إنه كان عالياً كقوله : { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } [ القصص : 4 ] وكان أيضاً مسرفاً ومن إسرافه أنه كان على حقارته وخسته ادَّعى الإلهية . ولما بين الله تعالى ( أنه ) كيف دفع عن بني إسرائيل الضرر ، بين أنه كيف أوصل إليهم الخيرات فقال : { وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } والمراد اخترنا مؤمني بني إسرائيل على عالَمِي زمانهم . قوله : " على علم " متعلقة بمحذوف ، لأنها حال من الفاعل في " اخترناهم " و " على العالمين " ، متعلقة باخترناهم . وفي عبارة أبي حيان : أنه لما اختلف مدلولهما جاز تعلقهما باخترنا ، وأنشد على ذلك ( الشاعر ) ( رحمةُ اللهِ عَلَيْهِ ) : @ 4429ـ وَيَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ عَلَيَّ وآلَتْ حَلْفَةً لَمْ تُحَلَّلِ @@ ثم قال : فـ " على علم " حال إما من الفاعل ، أو من المفعول ، و " على ظهر " حال من الفاعل في " تعذرت " والعامل في الحال هو العامل في صاحبها . ( وفيه نظر ، لأن قوله أولاً : ولذلك تعلقا بفعل واحد لما اختلف المدلول ينافي جعل الأولى حالاً ، لأنها لم تتعلق به ، وقوله : والعامل في الحال هو العامل في صاحبها ) لا ينفع في ذلك . فصل قيل : هذه الآية تدل على كونهم أفضل من كل العَالَمِينَ . وأجيب : بأن المراد على عَالَمِي زَمَانِهِمْ وقيل : هذا عام دخله التخصيص . كقوله : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } [ آل عمران : 110 ] . قوله : { وَآتَيْنَاهُم مِّنَ ٱلآيَاتِ } مثل فَلْق البحر ، وتَظْلِيلِ الغمام وإنزال المَنِّ والسَّلوَى ، والنِّعم التي أنعمها عليهم . وقال ابن زيد : ابتلاهم بالرخاء والشدة ، وقرأ : { وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً } [ الأنبياء : 35 ] ؛ لأنه تعالى كما يبلو بالمحنة فقد يبلو أيضاً بالنعمة ، ليتميز به الصديق على الزِّنديق . وههنا آخر الكلام على قصة موسى عليه الصلا ة والسلام .