Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 43-43)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ } كقوله : { كَيْفَ تُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ } [ البقرة : 260 ] وقد تقدم . [ قولُه : ] " وعنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ " " الواوُ " للحالِ ، و " التوراة " يجوزُ أن تكون مُبْتدأ والظرفُ خَبَرُه ، ويجوزُ أنْ يكونَ الظرفُ حالاً ، و " التوراةُ " فاعلٌ بِهِ لاعتمادِهِ على ذِي الحالِ . والجملةُ الاسميَّةُ أو الفعليَّةُ في محلِّ نَصْبٍ على الحالِ . وقوله : { فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ } ، " فيها " خَبَرٌ مقدمٌ ، و " حُكْمُ " مبتدأ ، أو فاعِلٌ كما تقدم في " التوراةِ " ، والجملةُ حالٌ من " التوراةِ " ، أو الجار وحدَهُ ، و " حُكْمُ " مصدرٌ مضافٌ لفاعلِهِ . وأجاز الزمخشريُّ : ألاَّ يكون لها مَحَل من الإعراب ، بل هي مُبَيِّنةٌ ؛ لأنَّ عندَهُم ما يُغنيهم عن التحكيمِ ، كما تقولُ : " عندك زيدٌ يَنْصَحُك ، ويُشيرُ عليك بالصَّوابِ ، فما تصنعُ بِغَيْره ؟ " . وقولُه تعالى : " ثُمَّ يَتولّونَ " معطوفٌ على " يُحَكِّمونَكَ " ، فهو في سياقِ التعجُّب المفهُومِ مِن " كَيْفَ " وذلك إشارةٌ إلى حُكْمِ الله الذي في التوراة ، ويجوزُ أن يَعُودَ إلى التحكيم والله أعلم . فصل هذا تعجُّبٌ من اللَّهِ لنبيه [ عليه الصلاةُ والسلامُ ] مِنْ تحكيمِ اليهُودِ إياهُ بعد علمهم بما في التوراةِ مِنْ حدِّ الزَّانِي ، ثُم تركِهِمْ قبولَ ذلك الحُكْم فيتعدلُونَ عما يعتَقدُونَه حُكْماً [ حقاً ] إلى ما يعتقدُونه باطِلاً طلباً للرخْصةِ فظهر جهلهم وعنادهُم من وُجُوه : أحدُها : عُدُولهُمْ عن حُكْمِ كتابِهِم . والثاني : رجوعُهم إلى حكمِ مَنْ كانوا يعتقدون أنه مُبطلٌ . والثالث : إعراضُهم عن حكمه بعد أن حكَّموه ، فبينَ الله تعالى حال جهلهم وعنادهم ؛ لَئِلا يَغْتَرَّ مُغْترٌّ أنهم أهلُ كتابِ الله ومن المحافظِينَ على أمْر الله . ثُمَّ قال تعالى : { وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } أيْ بالتوراةِ وإنْ كانوا يُظْهِرُون الإيمانَ بها ، وقِيلَ : هذا إخبارٌ بأنهم لا يُؤمنونَ أبَداً ، وهو خَبَرٌ عن المستأنفِ لا عَنِ الماضِي . وقِيلَ : إنَّهمَ وَإنْ طلبُوا الحكمَ مِنْك فما هُم بمؤمِنينَ بِكَ ، ولا بالمعتقدينَ في صِحّةِ حُكْمكَ .