Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 129-129)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : " وكَذَلِك نُوَلِّي " أي : كما خَذَلْنَا عُصَاة الإنْس والجِنِّ حتى اسْتَمْتَع بعضُهم ببَعْصٍ ، كذلك نَكِلُ بَعْضَهُم إلى بَعْض في النُّصْرة والمعُونة وقيل : نُسَلِّط بَعْضُهم على بَعْضِ ، فَيَاخذ من الظَّالم بالظَّالم ؛ كما جاء " من أعَان ظالماً ، سَلَّطه اللَّهُ عليه " . قال قتادة : نجعل بَعْضَهُم أولياء لِبَعْضٍ ، فالمؤمِنُ ولي المؤمن أين كان ، والكَافِرُ ولِيُّ الكافِر حَيْثُ كان . وروى مَعْمَر عن قتادة : يتبع بَعْضُهم بَعْضاً في النَّارِ من المْولاة . وقيل : مَعْنَاه : نُولي ظلمَة الجِنِّ ظلمة الإنْس ، ونُولي ظلمَة الإنْس ظلمَة الجِنِّ ، أي : نَكِل بَعْضَهم إلى بَعْضٍ ؛ كقوله - تبارك وتعالى - : { نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ } [ النساء : 115 ] فهي نَعْتٌ لمَصْدَر مَحْذُوف ، أو في محلِّ رَفْعٍ ، أي : الأمَرُ مثل تَوْلِيَة الظالمين ، وهو رَأيُ الزَّجَّاج في غَيْر مَوْضِع . وروى الكَلْبِيُّ عن أبي صالح في تفْسيرها : هو أنَّ الله - تبارك وتعالى - إذا أرادَ بقوم خَيْراً ولِّي أمرهم خِيَارَهُم ، وإذا أرَادَ بِقَوْم شَرّاً وَلَّى أمْرَهم شرارهُم . وروى مَالِك بن دينارٍ قال جَاءَ في [ بَعْضِ ] كتب الله المنَّزلة أنَّا الله مَالِك المُلُوك ، قُلُوب المُلُوكِ بِيَدي ، فمن أطاعَنِي ، جَعَلْتُهُم عليه رَحْمَة ، ومن عَصَانِي جَعَلْتُهم عليه نِقْمَة ، لا تَشْغَلُوا أنْفُسَكُم بسبب المُلُوكِ ، لكن تُوبُوا إليّ أعَطِّفُهم عليكم . وقوله : { بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } تقدَّم نظيره .