Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 108-108)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
النّزع في اللُّغَةِ عبارة عن إخراج الشَّيء عن مكانه ، فقوله : " نَزَعَ يَدَهُ " أي أخرجها من جَيْبِهِ ومن جناحه ، بدليل قوله : { وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ } [ النمل : 12 ] ، وقوله : { وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ } [ طه : 22 ] . قوله : { فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ } قال ابن عباس : " كان لها نور ساطع يضيء بين السَّماء والأرض " ، واعلم أنَّهُ لمَّا كان البياض كالعيب بيَّن تعالى في غير هذه الآية أنَّهُ كان من غير سوء . قوله : " للنَّاظرينَ " متعلق بمحذوف لأنَّهُ صفة لـ " بيضاء " وقال الزَّمخشريُّ : " فإن قلت : بم تعلق للناظرين ؟ قلت : يتعلَّقُ بـ " بيضاء " والمعنى : فإذا هي بيضاء للنَّظارة ، ولا تكون بيضاء للنَّظَّارةِ إلا إذا كان بياضها بياضاً عجيباً خارجاً عن العادةِ ، يجتمعُ النَّاس للنَّظر إليه ، كما يجتمع النَّظَّارة للعجائب " . وهذا الذي ذكره الزمخشريُّ تفسير معنى لا تفسير إعراب ، وكيف يريدُ تفسير الإعراب ؟ وإنَّما أراد التعلُّق المعنويَّ لا الصّناعي ، كقولهم : هذا الكلامُ يتعلق بهذا الكلام . أي إنَّهُ من تتمَّةِ المعنى له . فإن قيل : إنَّ المعجز الواحد كان كافياً فالجمع بينهما كان عبثاً . فالجوابُ : أنَّ كثرة الدَّلائل توجب القوَّةَ في النَّفْسِ ، وسيأتي في سورة طه - إن شاء الله تعالى - أن انقلاب العصا أعظم من اليد البيضاء .