Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 110-110)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } قد تقدَّم الكلامُ على " ماذا " ، والجمهور على " تَأمُرُونَ " بفتح النُّونِ ، وروى كردم عن نافعٍ كسرها ، وعلى كلتا القراءتين يجوز أن تكون " ماذا " كلمة اسماً واحداً في محلِّ نصب على أنَّهُ مفعولٌ ثانٍ لـ " تَأمُرُون " بعد حذف الياء ، ويكون المفعول الأوَّلُ لـ " تَأمُرُونَ " محذوفاً ، وهو ياء المتكلم والتقديرُ : بأي شْيءٍ تأمرونني . وعلى قراءة نافع لا تَقُول إنَّ المفعول الأوَّلَ محذوف ، بل هو في قوَّةِ المَنْطُوق به ؛ لأنَّ الكسرة دالة عليه ، فهذا الحَذْفُ غير الحذف في قراءة الجماعة . ويجوزُ أن تكون " ما " استفهاماً في محل رفع بالابتداء ، و " ذا " موصول ، وصلته " تَأمُرُونَ " ، والعائد محذوف ، والمفعول الأوَّلُ أيضاً محذوف على قراءة الجماعة ، وتقدير العائد منصوب المحل غير معدى إليه بالباء فتقديرُهُ : فما الذي تأمرونيه . وقدّره ابن عطية " تَأمُرُونِي بِهِ " ، وردَّ عليه أبُو حيَّان بأنَّهُ يلزم من ذلك حذف العائد المجرور بحرف لم يجر الموصول بمثله ، ثم اعتذر عنه بأنَّه أراد التقدير الأصلي ، ثم اتّسع فيه بأن حذف الحرف ، فاتّصل الضَّميرُ بالفعل . وهذه الجملة هل هي من كلام المَلأ ، ويكونُون قد خاطبوا فِرعَوْنَ بذلك وحده تعظيماً له كما يُخاطب الملوك بصيغَةِ الجمع ، أو يكونون قالوه له ولأصحابه أو يكون من كلام فرعون على إضمار قول أي : فقال لهم فرعون فماذا تَأمُرون ويكون كلام الملأ قد تم عند قوله : { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ } ويؤكد كونها من كلام فرعون قوله تعالى : { قَالُوۤاْ أَرْجِهْ } [ الأعراف : 111 ] . وهل " تَأمُرُونَ " من الأمر المعهود أو من الأمر الذي بمعنى المشاورة ؟ والثاني منقول عن ابن عباس . وقال الزمخشريُّ : " هو من أمَرْتُه فأمرني بكذا أي : شاورته فأشار عليَّ برأي " .